Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 37-37)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ } ، الآية . روى أحمد بن صالح ، وداود ، وأبو الأزهر عن ورش : { ٱلنَّسِيۤءُ } ، مشدداً غير مهموز . وكذلك قال أحمد بن صالح عن قالون . وقال الحلواني عن قالون : مهموز . وكذلك روى إسماعيل بن جعفر عن نافع . وهو من " نسأتُه " و " أَنْسَأْتُه " : إذا أخرته . ومن قرأ بغيْرِ همزٍ احتمل أن يكون على تخفيف الهمز . واحتمل أن يكون من " نسيت " الشيء : تركته . ومن قرأ { يُضَلُّ } ، بفتح الياء ، فمعناه : أنهم يَضِلون بتأخير شهر الحج وتقديمهم غيره . ومن قرأ { يُضَلُّ } بضم الياء ، على ما لم يُسمَّ فاعله احتج بقوله : { زُيِّنَ لَهُمْ } ، فأجراه عليه للمشاكلة . وقرأ الحسن ، وأبو رجاء : { يُضَلُّ } ، بالضم ، من : " أضَلَّ " ، على معنى : أنهم يضلون به مَنْ قَبِلَ منهم ذلك . و { ٱلَّذِينَ } في القراءتين المتقدمتين في موضع رفع . وفي هذه القراءة يجوز أن يكون في موضع رفع على أنهم يضلون به من قَبِل منهم . ويجوز أن يكون في موضع نصب ، على معنى : يُضل الله به الذين كفروا . ومعنى الآية عند الطبري : ما النسيء إلا زيادة في الكفر ، على معنى : إنما التأخير الذي يؤخِّره أهل الشرك من شهور الحرم ، وتصييرهم الحرام حلالاً ، والحلال حراماً ، زيادة في كفر من فعل ذلك . وذلك أنَّ أبا ثُمامة بن عوف ، كان يحرم عليهم صفراً عاماً ، ويحلله عاماً ، فيحرم صفراً والمحرم عاماً ، وهو قوله : { يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً } . وذلك أنهم ( كانوا ) قد تمسكوا بتحريم الأربعة الأشهر الحرم من ملة إبراهيم ، عليه السلام ، فربما احتاجوا إلى تحليل المحرّم لحرب تكون بينهم ، فيؤخرون تحريم المحرّم إلى صفر ، ويقاتلون في المحرم . ( هذا قول أبي عبيد ، قال : فيحرمون صفراً إذا قاتلوا في المحرم ) ، ويقولون : هذا أحدُ الصفرين . وقد تأول قوم قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا صَفَرَ " أنه إنما نفى هذا المعنى . ثم كانوا يحتا / جون إلى صفر لقتال ، فيؤخرون تحريمه إلى ربيع ، ثم يتمادون على تحريمه ، ثم كذلك يؤخرون من شهر إلى شهر حتى استدار المحرم عن السنة كلها ، فأتى الإسلام وقد رجع المحرم إلى موضعه الذي وضعه الله به ، وذلك بعد دهر طويل ؛ لأنهم كانوا ينتقلون إلى تحريم شهر ، ويقيمون عليه مدة ، ( ثم يحتاجون إلى القتال فيه ، فيحرمون ما بعده ، ويقيمون عليه مدة ثم يحتاجون إلى القتال فيه ، فيحرمون ما بعده ويقيمون عليه مدة ) ، حتى صاروا إلى المحرم ، فأتى الإسلام وقد رجع الشيء إلى حقه ، فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " . فقوله : { يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً } ، هو أنه يحلون صفراً ، ثم يحتاجون إلى تحريمه [ فيحرمونه ] ، ويحلون ما قبله ، ثم يحتاجون إلى تحليل صفر ، فيحلونه ، ويحرمون ما بعده ، كذا يصنعون . وقال مجاهد في قوله : { وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجِّ } [ البقرة : 197 ] ، أي : وقد استقر الحج الآن في ذي الحجة فلا جدال فيه . وقال مجاهد : كانت العرب تحج عاميْن في ذي القعدة ، وعاميْن في ذي الحجة ، فلما حج النبي صلى الله عليه وسلم ، كان الحج تلك السنة في ذي الحجة ، فهو معنى : { وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجِّ } ، أي : قد استقر في ذي الحجة . وقال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك : إن المعنى ، أن رجلاً [ كان ] يأتي الموسم ، فيحل لهم المحرم سنة ويحرم صفراً ، ويحلل صفر العام المقبل ، ويحرم المحرم . قال ابن زيد : كان اسم الرجل : الْقَلَمَّس ، قال شاعرهم : @ ومنَّا الذي يُنْسي الشُّهورَ الْقَلَمَّسُ @@ ومعنى { زِيَادَةٌ } ، ( أي ) : ازدادوا به كفراً إلى كفرهم . ومعنى : { لِّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ } . أي : ليشابهوا به الذي حرم الله ، ويوافقوه به في العدة ، لا يزيدون ولا ينقصون ، إنما يؤخرون ذا ، ويأخذون ذا . وروى ابن أبي شيبة أن اسم الرجل : نسيء . { زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ } . أي : حبب ذلك إليهم . { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } . أي : لا يوفقهم للهدى .