Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 3-4)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ } ، الآية . و " الأذان " في اللغة : الإعلام . و { يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } : يوم عرفة ؛ لأن علياً يوم عرفة قرأ على الناس أربعين آية من " براءة " بعثه بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قرأها عليهم في مِنًى لتبلغ جميعهم ، فمن ثم قال قوم : { يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } : يوم النحر . وهو قول مالك . ورُوِيَ " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، خطب يوم عرفة فقال : " أما بعد ، فإن هذا يوم الحج الأكبر " [ وهو قول عمر ، وابن الزبير ، وعطاء ، وغيرهم . وروي عن علي أنه قال : { يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } ] : يوم النحر . وهو قول مالك ، واختلف عن ابن عباس . وهو قول ابن عمر ، والسدي ، والشعبي ، وغيرهم . وقال مجاهد { يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } معناه : حين الحج ، وهو أيام الحج كلها ، لا يوم بعينه . وقال ابن جريج : { ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } : أيام منى كلها . واختار الطبري : أن يكون يوم النحر ؛ لأن في ليلته يتم الحج ، وليس من فاته يوم عرفة أو ليلته يفوته الحج ، ومن فاته ليلة يوم النحر إلى الفجر فقد فاته الحج . وحق الإضافة أن تكون إلى المعنى الذي يكون في الشيء ، فلما كان الحج في ليلة يوم النحر أضيف اسم الحج إلى يوم النحر . ولما كان [ من ] لم تغب له الشمس يوم عرفة لم يحج ، وإن كان قد وقف بعرفة طول نهاره ، علم بأنه ليس بيوم الحج إذ لا يتم الحج به ألا ترى أنهم يقولون : يوم النحر من أجل أن [ النحر فيه ، ويقولون : يوم عرفة من أجل أن ] الوقوف بعرفة فيه يكون ، و : يوم الفطر من أجل أن الإفطار بعد الصوم فيه يكون ، فكذلك يوم الحج يقال لليوم الذي فيه ، أو في ليله يتم الحج ويحصل ، وفي يومه تعمل أعمال الحج ، من النحر ، والوقوف بمزدلفة ، ورمي الجمار ، والحلق ، وغير ذلك . وسمي : { ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } : لأنه كان / في سنة اجتمع فيها المسلمون والمشركون . وقيل : سمي بذلك ؛ ( لأنه ) من النحر والوقوف بمزدلفة ورمي الجمار والحِلاق وغير ذلك . وسمي بذلك ؛ لأنه كان يوم حج اجتمع فيه المسلمون والمشركون ، ووافق عيد اليهود والنصارى . وقال مجاهد { ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } : القِرانُ في الحج ، والأصغر : الإفرادُ . وأكثر الناس على أن الأكبر : الحجُّ ، والأصغر : العُمْرة . وقال الشعبي الحج الأصغر : العمرة في رمضان . وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ، بعث علياً بأول سورة " براءة " ، إثر أبي بكر عام حجَّ بالناس أبو بكر ، وذلك سنة تسع ، فنادى علي بـ : " براءة " في الموسم . وقيل : يوم النحر نادى بها . وقيل : يوم عرفة . وقيل : فيهما جميعاً . ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم ، في سنة عشر . ومعنى { بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } ، أي : من عهدهم بعد هذه الحَجَّةِ . { فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } . أي : تبتم عن كفركم { وَإِن تَوَلَّيْتُمْ } ، أدبرتم عن الإيمان ، { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ } ، أي : لا تفيئون الله أنفسكم ، { وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ، أي : مؤلم ، أي : أعلمهم ، يا محمد ، بذلك . { بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } ، وقف ، إن جعلت { وَرَسُولُهُ } : ابتداء أضمر خبره ، أي : وَرَسُولُهُ بَرِيءٌ منهم . وإن جعلته معطوفاً وقفت { وَرَسُولِهِ } ، وكذلك من نصب ، وهي قراءة ابن أبي إسحاق . { غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ } ، وقف حسن . { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ، ليس بوقف حسن ؛ لأن بعده الاستثناء . ومن العلماء من يقول : ألاّ وقف من أول السورة يحسن ؛ لأن الاستثناء مما قبل . قال قتادة : هم مشركو قريش ، الذين عاهدهم النبي عليه السلام ، زمن الحديبية ، أمر أن يتم لهم مدتهم ، وكان قد بقي منها أربعة أشهر من يوم النحر ، وأمر أن يصبر على من لا عهد له إلى انسلاخ المحرم ، ثم يقاتل [ الجميع ] حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله . ومعنى { إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ } : إن كانت أكثر من أربعة أشهر .