Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 47-47)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم } الآية . المعنى : لو خرج هؤلاء فيكم ، { مَّا زَادُوكُمْ } بخروجهم { إِلاَّ خَبَالاً } أي : فساداً { ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ } ، أي : ولأسرعوا بركائبهم للسير فيكم . و " الإيضاع " : ضرب من الإسراع في الخيل والإبل . وكتبت : { ولأَوْضَعُواْ } بألف زائدة . وكذلك : { أَوْ لأَاْذبَحَنَّهُ } [ النمل : 21 ] . وكذلك : { لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } [ الصافات : 68 ] . والعلة في ذلك : أنّ الفتحة كانت تكتب قبل العربي الفاً ، فكتبت هذه الحروف على ذلك الأصل ، جعلوا للفتحة صورة فزادوا الألف التي بعد اللام ، والألف الثانية هي صورة الهمزة . ومعنى { خِلاَلَكُمْ } ، فيما بينكم ، وهي الفُرَجُ تكون بين القوم في الصفوف . وقال أبو إسحاق معنى { خِلاَلَكُمْ } : فيما يخل بكم ، أي : يسرعوا فيما ينقصكم . { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } . أي : يبغونها لكم ، أي : يطلبون ما تفتنون به . وقيل { ٱلْفِتْنَةَ } هنا : الشرك . قال ابن زيد : سلّى الله عز وجل ، نبيه صلى الله عليه وسلم ، بهذه الآية في تخلف المنافقين عنه ، فأخبره أنهم ضررٌ لا نفع فيهم . وقوله : { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } . أي : فيكم ، يا أصحاب محمد ، من يستمع حديثكم ليخبرهم بذلك ، كأنهم عيون للمنافقين . كذلك قال : مجاهد والحسن وابن زيد . وقال قتادة المعنى : وفيكم من يستمع كلامهم ويطيعهم ، فلو صحبوكم أفسدوهم عليكمك . { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } . أي : ذو علم بمن يقبل من كلام المنافقين ، ومن يؤدي إليهم أخبار المؤمنين ، وبغير ذلك .