Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 48-49)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : / { لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ / لَكَ ٱلأُمُورَ } ، إلى قوله : { بِٱلْكَافِرِينَ } . المعنى : لقد التمس هؤلاء المنافقون لأصحابك ، يا محمد ، { ٱلْفِتْنَةَ } ، أي : خبالهم وصدهم عن دينهم { مِن قَبْلُ } ، أي : من قبل أن ينزل عليك أمرهم وكشف سرهم واعتقادهم { وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأُمُورَ } ، أي : أجالوا فيك وفي إبطال ما جئت به الرأي { حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ } ، أي : نصر الله : { وَظَهَرَ أَمْرُ ٱللَّهِ } ، أي دينه وهو الإسلام ، { وَهُمْ كَارِهُونَ } ، لذلك . ثم أخبر الله عز وجل ، عن المنافقين أن منهم من يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : { ٱئْذَن لِّي } ، أي : ائذن لي يا محمد ، في المُقام ولا أخرج معك ، { وَلاَ تَفْتِنِّي } ، أي : لا تبتلني برؤية نساء بني الأصفر وبناتهم ، فإني بالنساء مغرمٌ ، فآثم بذلك . قال مجاهد : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اغزوا تبوك ، تغنموا بنات الأصفر ونساء الروم " فقال بعض المنافقين : ائذن لي ، ولا تفتني بالنساء . وقال قتادة معنى : { وَلاَ تَفْتِنِّي } ، أي : لا تؤثمني ، بالتخلف عنك بغير رأيك ، ائذن لي في المُقام . قال ابن عباس : قال الجد بن قيس للنبي صلى الله عليه وسلم ، لما حضّ على غزو الروم : قد علمت الأنصار أنى إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن ، ولكني أعينك بمالي . ففي الجد بن قيس نزلت الآية . وقوله : { أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } . أي : ألا في الإثم وقعوا ، ومنه هربوا في زعمهم . { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } . أي : مُحدقةٌ بهم ، جامعةٌ لهم يوم القيامة . { وَلاَ تَفْتِنِّي } : وقف حسن .