Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 63-64)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } إلى قوله : { تَحْذَرُونَ } . قوله : { فَأَنَّ لَهُ } . " أنّ " بدل من الأولى عند الخليل وسيبويه . وقال المبرد والجَرْمِي : " أنَّ " الثانية مكررة للتوكيد . وقال الأخفش : " أنّ " في موضع رفع بالابتداء ، والمعنى : فوجوب النار له . وأنكر ذلك أبو العباس ؛ لأنَّ " أنَّ " المشددة المفتوحة لا يبتدأ بها ، ويضمر الخبر . وقال علي بن سليمان : " أَنَّ " في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، والمعنى : فالواجب أن له النار . وكلهم أجاز كسر " أَنَّ " ، واستحسنه سيبويه . ومعنى الآية : ألا يعلم هؤلاء المنافقون { أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ } ، أي : يجانبه ويعاديه وحقيقته : أنه يقال : حادَّ فلانٌ فلاناً ، أي : صار في حد غيره حده ، { فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً ( فِيهَا ) } ، أي : لابثاً أبداً ، { ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ } ، أي : الهوان والذل . ثم قال تعالى إخباراً عما يُسِرُّ المنافقون : { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ } ، الآية . المعنى : يَخْشى المنافقون ، أن ينزّل الله عز وجل ، سورة يخبر فيها بما في قلوبهم . وكانوا يقولون القول القبيح في النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه بينهم ، ويقولون : عسى الله ألاّ يفشي سِرَِّنا علينا . ورُوي أنهم كانوا سبعين رجلاً ، أنزل الله عز وجل ، أسماءهم وأسماء آبائهم في القرآن ، ثم رفع ذلك ونسخ رحمة ورأفة منه على خلقه ؛ لأن أبناءهم كانوا مسلمين . قوله : { قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ } . هذا تهديد من الله عز وجل ، لهم . { إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } . أي : مظهر سركم الذي تخافون أن يظهر . قال قتادة : كنا نسمي هذه السورة : " الفاضحة " ؛ لأنها فضحت المنافقين .