Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 65-66)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } ، إلى قوله : { مُجْرِمِينَ } . المعنى : ولئن سألتهم ، يا محمد ، عما قالوه من الباطل ، ليقولن : إنما قلنا ذلك لعباً وخوضاً وهزؤاً ، { قُلْ } ، يا محمد ، لهم : { أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ } ، هذا توبيخ وتقريع لهم . قال الفراء : أنزلت في ثلاثة نفر ، استهزأ رجلان منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، و / القرآن ، وضحك إليهما الثالث ، فنزلت : { إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ } ، يعني : الضاحك ، { نُعَذِّبْ طَآئِفَةً } ، يعني المستهزئين . فـ " الطائفة " تقع للواحد والاثنين . وذكر أبو الحسن الدَّارَقُطِني في كتاب الرواة عن مالك أنّ اسماعيل بن داود المخراقي روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر ، أنه قال : رأيت عبد الله بن أُبيٍ يشتد قدام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحجارة تنكيه وهو يقول : يا محمد ، إنما كنا نخوض ونلعب ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : { أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ } . ثم قال تعالى : { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } ، أي : كفرتم بقولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا متصل بقوله : { قُلْ أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ } . { لاَ تَعْتَذِرُواْ } ، وهو الوقف عند نافع . { نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } ، وقف . وَيُرْوَى أنَّ هذه الآية نزلت في رهط من المنافقين ، كانوا يرجفون في غزوة النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى تبوك ويُخَوّفون المسلمين من الروم ، فسألهم النبي عليه السلام عن قولهم ، فقالوا : { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } . وقال قتادة : نزلت في أُنَاس من المنافقين ، قالوا في غزوة تبوك : أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشأم وحصونها ؟ هيهات هيهات ، فأطلع الله عز وجل ، نبيه عليه السلام ، على ذلك ، فأتاهم النبي فقال : قلتم كذا كذا . فقالوا : يا نبي الله : { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } . وقال ابن جبير : قال ناس من المنافقين في غزوة تبوك : لئن كان ما يقول حقاً لنحن شرٌّ من الحمير ، فأعلم الله عز وجل ، نبيه عليه السلام ، بذلك ، فقال لهم : ما كنتم تقولون ، فقالوا : { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } . ثم قال تعالى : { إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً } " الطائفة " التي عفا عنها هاهنا ، رجل منهم كان قد أنكر ما سمع ، يُسمّى : مَخشِي بن حُمَيّر الأَشْجَعِي . وقيل : إنَّه أقر على نفسه وصاحبيه بما قالوا نادماً تائباً ، فهو " الطائفة " المعفو عنها . فالمعنى : { إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ } ، بإنكار ما أنكر عليكم من قول الكفر { نُعَذِّبْ طَآئِفَةً } بقولهم ورضاهم بالكفر ، واستهزائهم بالله سبحانه ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وآياته . وقيل : المعنى ، إن تتب طائفة منكم ، يعف الله عز وجل ، عنها ، تعذب طائفة بترك التوبة . قال أبو إسحاق : كانت الطائفتان ثلاثة نفر ، استهزأ اثنان ، وضحك واحد . { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } . أي : باكتسابهم الجرم ، وهو الكفر بالله ، سبحانه ، والطعن على رسوله عليه السلام .