Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 84-87)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } ، إلى قوله { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } . هذه الآية نَهْيٌّ للنبي صلى الله عليه وسلم ، عن الصلاة على هؤلاء المتخلفين عنه . { وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } . أي : لا تتولَّ دفنه . { إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } . أي : جحدوا توحيد الله عز وجل ، ورسالة رسوله عليه السلام . { وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } . أي : ولم يتوبوا من ذلك ، بل ماتوا وهم خارجون عن الإسلام . وَيُرْوَى : أن هذه الآية نزلت في أمر عبد الله بن أُبيّ بن سلول ، وذلك أنَّ ابنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أعْطِنِي قَمِيصَك أُكَفِنّه فيه ، وصَلِّ عليه ، واستغفر له ، فأعطاه قميصه ، وقال : إذا فرغتم فآذوني ، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر ، وقال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين ؟ [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل خَيّرني فقال : { ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ } ، فصلى ] النبي صلى الله عليه وسلم . فنزل { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم } الآية ، فترك الصلاة عليهم . وقال أنس : أراد النبي عليه السلام ، أن يصلي على عبد الله بن أبي بن سلول ، فأخذ جبريل ، عليه السلام ، بثوبه ، وقيل : بردائه ، وقال : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } . ثم قال الله / عز وجل ، لنبيه ، عليه السلام : { وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ } . أي : لا يعجبك ذلك ، فتصلي عليهم . { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا } . أي : بالغموم والهموم فيها ، ويفارق روحه جسده ، وهو في حسرة عليها ، فتكون حسرة عليه في الدنيا ، ووَبَالاً في الآخرة . { وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ } . أي : جاحدون . { وَأَوْلَـٰدُهُمْ } وقف عند أبي حاتم ، على أنَّ عذابهم بها في الدنيا . وغيره يقول : { ٱلدُّنْيَا } ، يراد بها التقديم ، والمعنى : ولا تعجبك أموالهم وأولادهم في الدنيا ، فعلى هذا [ لا ] تقف على : { أَوْلَـٰدُهُمْ } وقد شرح هذا فيما تقدم بأكثر من هذا . ثم أخبر الله عز وجل ، عنهم بحالهم فقال : { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ } . أي : إذا أنزل الله عز وجل ، عليك ، يا محمد ، سورة يأمرهم فيها : بالإيمان بالله ، عز وجل ، وبالجهاد معك . { ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ } . أي : [ ذوو ] الغنى منهم في التخلف عنك ، والقعود بعدك مع الضعفاء والمرضى ، ومن لا يقدر على الخروج وهم القاعدون . { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } . أي : مع النساء اللواتي لا فرض عليهن في الجهاد ، جمع خَالِفة . { وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } . أي : ختم . وقد يقال للرجل : " خالفة " إذا كان غير نجيب . وقد يجمع " فاعل " صفةً على " فواعل " في الشعر ، قالوا : " فَارِسٌ " و " فَوَارِس " و " هَالِكٌ " و " هوالك " . وأصل " فواعل " أن يكون جمع : " فاعلة " .