Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 96-98)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } ، إلى قوله : { سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . والمعنى : يحلف ، أيها المؤمنون ، هؤلاء المنافقون لكم { لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } ، وأنتم لا تعلمون صدقهم من كذبهم ، { فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } ؛ لأنه يعلم سرائرهم وصدقهم وكذبهم . ثم قال تعالى : { ٱلأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ } . " أن " : في موضع نصب ، على تقدير : " وأجدر بأن لا " . تقول : " هو جدير بأن يفعل " ، و " خليق بأن يفعل " ، وإن شئت حذفت " الباء " ، ولا يحسن حذف " الباء " إلا مع " أنْ " ، لو قلت : هو جدير بالفعل ، لم يكن بُدُّ من " الباء " . والمعنى : الأعراب أشَدُّ جحوداً لتوحيد الله سبحانه ، ونفاقاً على رسوله عليه السلام ، من أهل الحضر والأمصار ، وذلك لجفائهم ، وقسوة قلوبهم . { وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ } . أي : وأخلق أن يجهلوا العلم والسنن . ثم قال تعالى : { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً } . والمعنى : ومن الأعراب من يَعُدُّ ما ينفق فيما ندبه الله ، عز وجل ، إليه { مَغْرَماً } لا ثواب له فيه ، { وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ } أي : ينتظر بكم ما تدور به الأيام والليالي من المكروه والسوء ، { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } ، أي : عليهم يرجع المكروه والسوء . وهذا كله في منافقين من الأعراب ، قاله : ابن زيد . وقوله : { دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } . ومن قرأ بالضم ، فمعناه : دائرة العذاب ، و { دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } : البلاء . قال الفراء : ولا يجوز على هذا " هذا امرؤُ سوء " ، كما لا يجوز " هذا امرؤ عذاب " . وقال المبرد " السَّوء " بالفتح : الرداءة . قال سيبويه : " مَرَرْتُ بِرَجُلِ صِدْقِ " ، معناه : مررت برجل صالح ، وليس هو من صِدْق اللسان ، وكذلك تقول : " مررت برجل سوء ، أي : برجل فسادٍ ، وليس هو من : سُوءتُهُ ( سَوْءاً . وقال الفراء : " السَّوْء " بالفتح ، مصدر من : سُوْءتُهُ سَوْءاً ومَسَاءَة ) وسَوَائِيةً وَمَسَائِية . وقال اليزيدي في الضم ، يعني : دائرة الشر ، فكأن السُّوءَ الاسم ، والسَّوء المصدر ، فافهم .