Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 1-4)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله - عز وجل - : { الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ } : قال الحسن : { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } بالأمر والنهي ، { ثُمَّ فُصِّلَتْ } بالوعد والوعيد . وقال بعضهم : { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } بالوعد والوعيد ، { ثُمَّ فُصِّلَتْ } بالأمر والنهي . وقال بعضهم : { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } حتى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، ولا يملك أحد التبديل ، { ثُمَّ فُصِّلَتْ } بينت ما يؤتى و [ ما ] يتقى ، أو بينت ما لهم وما عليهم وما لله عليهم . وقال بعضهم : { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } فلم تنسخ ، { ثُمَّ فُصِّلَتْ } بالحلال والحرام . وقيل : { فُصِّلَتْ } أي : فرقت في الإنزال أنزل شيء بعد شيء على قدر النوازل والأسباب فلم ينزل جملة ؛ لأنه لو أنزل جملة لاحتاجوا إلى أن يعرفوا الكل بسببه وشأنه وخصوصه وعمومه ، فإذا أنزل متفرقاً في أوقات مختلفة على النوازل والأسباب عرفوا ذلك على غير إعلام ولا بيان ، والتفصيل هو اسم التفريق واسم التبيين ، وذلك يحتمل المعنيين جميعاً ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } : أي : أحكمت حتى لا يرد عليها النقض والانتقاض ، أو أحكمت حتى لا يملك أحد التبديل والتغيير ، أو أحكمت عن أن يقع فيها الاختلاف . وقال بعضهم : أحكمت آياته بالفرائض ، وفصّلت بالثواب والعقاب . ثم { ٱلآيَاتِ } تحتمل وجوهاً : أحدها : العبر . والثاني : الحجج . والثالث : العلامة . ثم الآية كل كلمة في القرآن تمت فهي [ عبرة أو حجة ] أو علامة لا تخلو عن أحد هذه الوجوه الثلاثة . وقوله - عز وجل - : { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } : من عند حكيم عليم جاءت هذه الآيات . وقوله - عز وجل : { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } أي : من الله ينذر من ينذر ومن عنده يبشر من يبشر ؛ يبشر من اتبع وينذر من خالف . وقوله : { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ } في شهادة خلقتكم هو المستحق للعبادة ويحتمل { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ } ألاَّ توحدوا إلا الذي في شهادة خلقتكم وحدانيته . وقوله - عز وجل - : { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } : إن كانت الآية في الكفار فيكون قوله : { ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } أي : أسلموا ثم توبوا إليه ، أي : ارجعوا إليه عن كل معصية وكل مأثم تأتونها ، وإن كان في المسلمين فهو ظاهر ، فيكون قوله : استغفروا وتوبوا واحدا . وقوله - عز وجل - : { يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً } أي : يمتعكم في الدنيا متاعاً تستحسنون في الآخرة ذلك التمتع ، وأمّا الكفار فإنهم لا يستحسنون في الآخرة ما متعوا في الدنيا ؛ لأن تمتعهم في الدنيا للدنيا ، والمؤمن ما يتمتع في الدنيا يتمتع لأمر الآخرة والتزود لها ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } : يحتمل قوله : { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ } في الدنيا جزاء فضله في الآخرة . ويحتمل { وَيُؤْتِ } بمعنى أتى ، أي : ما أتى كل ذي فضل في الدنيا إنما أتاه بفضله . وقوله : { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } أي : ويؤت كل ذي فضل في دينه في الدنيا فضله في الآخرة ، أو يقول : يؤت كل ذي فضل في الدنيا والآخرة فضله ؛ لأن أهل الفضل في الدنيا هم أهل الفضل في الآخرة . { وَإِن تَوَلَّوْاْ } : ولم يسلموا ، { فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } الآية ظاهرة . وقال بعضهم في موضع آخر ، وهذا لما يكبر على الخلق ويعظم ذلك اليوم . وقال بعض أهل الفقه : في قوله : { الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ } دلالة تأخير البيان ؛ لأنه قال : { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ } ، وحرف ثم من حروف الترتيب ، ففيه جواز تأخير البيان ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ } أي : إلى ما أعد لكم مرجعكم من وعد ووعيد . { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي : وهو على كل ما [ أوعد ووعد ] قدير .