Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 73-78)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً } فائدة ذكر هذا لنا - والله أعلم - لئلا نتبع بعض المخلوقين بأهوائنا ، ولا نكل في أمورنا إلى من نعلم أنه لا يملك ضرّاً ولا نفعاً ، ولا يستطيع شيئاً من الرزق ، كما تبع أولئك في عبادة من يعلمون أنه لا يملك شيئاً ، ولا نفعاً ولا ضرّاً فيعبدونه ؛ يذكر سفههم في عبادتهم من يعلمون أنه لا يملك شيئاً من النفع والضر والرزق لئلا نعمل نحن مثل صنيعهم بمن دون الله من المخلوقين . ثم اختلف في قوله : { مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً } قال الحسن : هو على التقديم ، أي : يعبدون من دون الله شيئاً لا يملك لهم ما ذكر . وقال بعضهم : يعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السماوات والأرض ، ولا يستطيعون شيئاً . وقال بعضهم : يعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السماوات والأرض ولا [ يستطيعون ] شيئاً . وقال بعضهم : يعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض ولا شيئاً { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } أي : لا تتخذوا لله أمثالا من الخلق وأشباها في ألوهيته وعبادته ، أو لا تقولوا لله إن له أشباهاً وأمثالا . أو يقول : فلا تجعلوا لله أمثالا في العبادة له ، وأشباها في تسميتها آلهة ، على علم منكم أن ما يكون لكم إنما يكون بالله لا بالأصنام التي تجعلونها أمثالا لله في العبادة والألوهية . وجائز أن يكون قوله : { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } أي : فلا تضربوا لأولياء الله الأمثال ، فإنه قد بين محل أوليائه ومكانهم . وقوله - عز وجل - : { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ } أن لا مثل له من الخلق ولا شبه { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك ، أو أن الله يعلم بمصالحكم ، وأنتم لا تعلمون ما به صلاحكم وهلاككم . وقوله - عز وجل - : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً } ضرب المثل بهذا من وجهين : أحدهما : أن من لا يقدر ولا يملك أن ينفق في الشاهد عندكم ليس كمن يملك ويقدر أن ينفق ، فهو كقوله : { هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } [ الأنعام : 50 ] . وقوله : { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ } [ هود : 24 ] أي : ليس يستوى البصير والأعمى ، ولا الأصم والسميع ، فعلى ذلك لا يستوي من يملك الإنفاق والإنعام على الخلق ، وهو المعبود الحق ، كمن لا يملك ذلك ، وهو المعبود الباطل . والثاني : ضرب مثل المؤمن والكافر ، أن الكافر لا ينفق ما أنعم عليه من المال في طاعة الله [ وفي خيراته ] ، والمؤمن ينفق جميع ما أنعم عليه [ وأعطى ] في طاعة الله وخيراته فليسا بسواء من أنفق في طاعة الله كمن لا ينفق شيئاً أحدهما يكون ضرب مثل الإله الحق والمعبود الحق بالمعبود الباطل ، والثاني مثل المؤمن بالكافر ثم في الآية وجوه من الدلائل . إحداها : أن القدرة لا تفارق الفعل ، حيث قال : { عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } ثم قال : { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ } جعل مقابل الفعل القدرة ، فلو كانت تفارق الفعل لكان ذكر مقابل القدرة [ قدرة ] مثلها ، أو مقابل الفعل فعلا مثله ، فلما ذكر مقابل القدرة الفعل دل أنها لا تفارق الفعل ، وفيه أن العبد لا يملك حقيقة الملك ، حيث ذكر عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ، وإن قدر [ على ] ما يملك إنما يملك بإذن من له الملك ، وكذلك الخلائق كلهم لا يملكون حقيقة الإملاك ، إنما حقيقة الملك في الأشياء لله وإن قدر [ وا على ] ما يملكون إنما يملكون بالإذن على قدر ما أذن لهم . وفيه أن العبد لا يملك الإنفاق والتصدق ، حيث قال : { عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } ثم قال فيمن يملك : { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ } دل أنه لا يملك العبد الإنفاق والهبة . وقوله - عز وجل - : { هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } قال بعضهم : ذكر الحمد لله على إثر ما ذكر ؛ لأنه عرّف رسوله النعم وأنواع المنافع ، ثم عرفه على إثر [ ذلك ] الحمد لله . وقال بعضهم : الحمد لله ثناء ، أخبر أن أكثرهم لا يعلمون حمد الله وثناءه . وقوله : { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً } أي : من أوليائنا ، أو من أولياء ديننا ، وذلك جائز سائغ في اللغة ، ثم قوله : { لاَ يَعْلَمُونَ } يحتمل نفي العلم عنهم لما لم ينتفعوا بما علموا ، أو على حقيقة النفي لما لم ينظروا في الآيات والحجج ، ولم يتأملوا فيها فلم يعلموا ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ … } إلى آخر الآية . قالوا : هذا المثل كالأوّل ، يحتمل الوجهين اللذين ذكرناهما في الأوّل . أحدهما : المؤمن والكافر ، شبه الكافر بالمملوك الأبكم الذي لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه ، لا يأتي المولى بخير ، ولا ينتفع به ، وشبه المؤمن بالذي يأتي المولى بكل خير ونفع ، يقول : هل استوى هذا مع هذا عندكم ؟ لا يستوي ، فعلى ذلك لا يستوي الكافر الذي لا يعمل شيئاً من طاعة الله ، ولا يأتي بخير والمؤمن الذي يعمل كل طاعة الله ، ويأتي بكل خير ، ويأمر بكل عدل . والثاني : ضرب مثل الإله المعبود الحق بالمعبود الباطل ، يقول : هل يستوي من أتاكم بكل نعمة وكل خير ، ويأمر بكل عدل ، بمن هو أبكم لا يقدر على شيء ، ولا يضرّ ، ولا ينفع ، ولا يجيب ، وهو عيال على من يعبده ويخدمه ، هل يستوى هذا مع ذلك ؟ لا يستويان مثلا ألبتة غير أن المثل هاهنا ضرب بالذي لا ينفق بالحق ، ولا يأمر بالعدل ، ذكر مقابل الأبكم الذي يأمر بالعدل ، وفي الأول ضرب مثل الذي لا يملك الإنفاق بالذي يملك الإنفاق . وقوله - عز وجل - : { وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي : هو على الحق المستقيم ، وهو المعبود بالحق . قال أبو عوسجة الكل : العيال ، وكذلك قال غيره من أهل الأدب . وقال بعضهم : الكل الفقير ، وهو واحد ، والأبكم : الأخرس ، وهو الذي لا ينطق ألبتة . وقال : { وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } بالتوحيد . وقوله - عز وجل - : { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } هذا يحتمل وجوهاً : أحدها : ما ذكر أهل التأويل من السؤال عن الساعة وعن وقتها ، كقوله : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ الأعراف : 187 ] لخفائها على أهلها ؛ لأن كل خفي ثقيل ، أخبر أنه لا يجليها إلا لوقتها ، فوقت قيامها لا يعلمه غيره . والثاني : ولله علم ما غيب أهل السماوات وأهل الأرض ، أي : ما غيب بعضهم من بعض ، فذلك ليس بمغيب عن الله بل ما غاب عن الخلق وما ظهر لهم ، فذلك لله كله ظاهر بمحل واحد ، وهو كقوله : { يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } [ النحل : 19 ] . والثالث : قوله : { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : له علم ما في سرية هذه الأشياء الظاهرة ما لا سبيل للخلق إلى علم ذلك ، وإن كانوا يعلمون هذه الأجسام والأشياء الظاهرة ، وتقع حواسهم عليها لا يعلمون ما في سرّيتها : من نحو الماء الذي به حياة كل شيء ، ونحو النطفة التي يخلق منها الإنسان - لا يعلمون المعنى الذي به يصير إنساناً ، ومن نحو السمع والبصر والعقل يعلمون ويرون ظواهر [ هذه ] الحواس ، ولكن لا يدركون المعنى الذي به يسمع وبه يبصر وبه يعقل ويفهم . يقول - والله أعلم - : ولله علم ما غاب عن الخلق ما في هذه الأشياء الظاهرة والأجسام المرئية . أو يقول : ولله ملك ما غاب عن أهل السماوات والأرض ، وملك ما لم يغب عنهم وظهر ؛ فيكون كقوله : { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران : 189 ] كأنه قال - والله أعلم - ولله العلم الذي غيب عن أهل السماوات وأهل الأرض ، وهي الساعة : لم يطلع عليها غيره . وقوله : { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ } . قال بعضهم قوله : { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ } أهون على الله وأيسر من لمح البصر ؛ [ إذ ليس شيء أيسر وأهون على الإنسان من لمح البصر ؛ لأنه يلمح البصر ] { أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } . [ أي : ] بل هو أقرب ، أي : أيسر من لمح البصر . وقال الحسن : إعادة الخلق على الله أيسر وأهون من لمح البصر ؛ لأنه يلمح بصره فيبصر به - بلحظة - ما بين الأرض إلى السماء ، وهو مسيرة خمسمائة عام . يقول : من قدر أن ينشئ في خلق من خلائقه ما يبصره بلمحة البصر مسيرة خمسمائة عام - لقادر على إعادة الخلق وبعثهم بعد الفناء ، بل هو أقرب أي : إعادته إياهم أسرع وأقرب من لمح البصر ، إلى هذا يذهب الحسن . وقال بعضهم : { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ } أي : ما وقت قيام الساعة إلا لمح البصر ، أي : ليس بين وقت قيامها وبين كونها إلا لمح البصر ، بل هو أقرب من لمح البصر ، لكنه مثل لمح البصر لما ليس شيء عند الناس أسرع وأهون من لمح البصر ، ولما ذكرنا أنه يلمح [ البصر ] ولا يشعر به لسرعته ولخفته عليه ؛ فذكر هذا على التمثل ، ليس على إرادة حقيقة الوقت بقدر لمح البصر ، ولكن على المبالغة في السرعة ، وذكر أقصى ما يقع في الأوهام ويتصور ؛ من نحو ما قال : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [ الزلزلة : 7 - 8 ] ، وما قال : { مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } [ فاطر : 13 ] ، { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [ الإسراء : 71 ] ، { وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً } [ النساء : 124 ] ، وأمثاله كله يذكر على التمثيل ليس على التحقيق ، أي : فمن يعمل من قليل وكثير يره ، شرّاً كان أو خيراً ، وكذلك { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [ الإسراء : 71 ] و { نَقِيراً } [ النساء : 124 ] ، أي : لا يظلمون شيئاً ، وكذا { مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ } [ فاطر : 13 ] ، أي : لا يملكون شيئاً ؛ لأن القطمير لا يملك ؛ فإنما يذكر هذا وأمثاله على التمثيل الذي ذكرنا . أو أن يكون تأويل قوله : { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ } ، أي : ليس ما بين الساعة وبينكم مما مضى من الوقت إلا قدر لمح البصر ، أي : لم يبق من وقت قيامها ممّا مضى إلا ما ذكر من لمح البصر أو أقرب مما ذكر على الاستقصار مما بقي . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . وعلى البعث والإعادة ، وعلى كل شيء ، لا يعجزه شيء . وظاهر الآية ينقض على المعتزلة قولهم ؛ لإنكارهم خلق أفعال العباد ؛ لأنه أخبر أنه على كل شيء قدير ، وعلى قولهم : هو غير قادر على العالم بشيء . وقوله - عز وجل - : { وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً } . يذكر بهذا قدرته وسلطانه على ما سبق : من ذكر سرعة القيامة ، والعلم بها ، والحكمة التي جعل في البعث ؛ فقال : { وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً } : خلق الولد في ظلمات ثلاث ، وجعل غذاه بغذاء الأمهات وبقواهن ، ثم تقلبه في تلك الظلمات من حال إلى حال : ما لو اجتهد الخلائق أن يعلموا اغتذاءه بغذاء الأمهات ، وتقليبه من حال إلى حال ، ومن جوهر إلى جوهر - ما قدروا على ذلك ؛ فيدل هذا على أن من قدر على هذا ، وعلم هذا في تلك الظلمات لقادر على البعث وإعادة الخلق بعد الفناء ، وعلْم ما غاب عن الخلق . ويذكرنا ابتداء أحوالنا أنه أخرجنا من بطون أمهاتنا ونحن لا نعلم شيئاً ، ثم صيّرنا بحال صرنا عالمين أشياء ، يذكرنا نعمه ومننه علينا في بلوغنا إلى الأحوال التي صرنا إليها بعدما كنا ما ذكر . والثاني : يذكرنا أنكم كنتم بالحال التي ذكر ؛ لنعلم أنه صيرنا في البطون بلا استعانة بأحد منا ولا عون منه إلى أحد ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } . فمن قدر على جعل السمع حتى يسمع الأصوات ويميز بينها ، والبصر ليبصر ويميز بين ألوان الأجسام ، والفؤاد ليفهم ويعقل ما له وما عليه ، ما لا يدركون ماهية ما به يسمعون ويبصرون ويعقلون ، وما به يميزون بين ما ذكرنا فهو قادر على إنشاء الخلق بعد الفناء والإعادة بعد الموت . ثم ذكر على أثر قوله : { لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً } : السمع والبصر والأفئدة ؛ فذلك يدل على أن هذه الأشياء من أسباب العلم بالأشياء ، بها يوصل إلى العلم بالأشياء ؛ فمن أعطي أسباب العلم بالشيء فكأنْ قد أعطي له العلم به ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } . هو حرف شك في الظاهر ؛ ذكر - والله أعلم - لأنه لا كل الناس يشكرون نعمه ، أو لكي يلزمهم الشكر .