Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 139-141)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ } . روى ابن عباس - رضي الله عنه - أَنه قال : قالت اليهود والنصارى : نحن أَبناء الله وأَحباؤه ، ونحن أَولى بالله منكم ، فأَنزل الله - في ذلك - : { قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ } . وقيل : في الله ، يعني : في دين الله . أَي : أَتحاجون وتخاصمون في دين الله ؟ ! وقوله : { وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } . أَي : أَتحاجُّون في الله مع علمكم وإِقراركم أَنه ربُّنا وربكم بقوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [ الزخرف : 87 ] . وقوله : { وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } . قيل : لنا دينُنا ولكم دينُكم ؛ كقوله تعالى : { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } [ الكافرون : 6 ] . ويحتمل : { وَلَنَآ أَعْمَالُنَا } لا تُسئلون أَنتم عنها ، { وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } لا نُسأَل نحن عن أعمالكم ؛ كقوله : { وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ البقرة 134 ، 141 ] . [ وقوله : ] { وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } . ديناً وعملاً ، لا نشرك فيه غيره . وقوله : { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ ٱللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ } . قيل : بل تقولون . وقيل : على الاستفهام في الظاهر : أيقولون ، لكنه على الرد والإنكار عليهم ، وذلك أَن اليهود قالوا : إن إبراهيم وبنيه ، ويعقوب وبنيه كانوا هوداً أو نصارى . قال الله تعالى : قل يا محمد : أَنتم أَعلم بدينهم أَم الله ، مع إِقراركم أَنه ربكم ، لا يخفى عليه شيء في الأَرض ولا في السماء ؟ ! . ومعنى الاستفهام : هو تقرير ما قالوه ، كالرد عليهم والإنكار . وقوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ } . قيل : الشهادة التي عنده : علمهم أَنهم كانوا مسلمين ، ولم يكونوا على دينهم . وقيل : الشهادة التي عندهم بالإسلام : أنه دين الله وأَنه حق . وقيل : الشهادة التي كانت عندهم : محمد صلى الله عليه وسلم ؛ بيَّنَه الله في كتابهم وأَخذ عليهم المواثيق والعهود بقوله : { لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } [ آل عمران : 187 ] فكتموه وكذبوه . وقيل : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ } في قول اليهود لإبراهيم - عليه السلام - وما ذكر من الأَنبياءِ كانوا هوداً أو نصارى ؛ فيقول الله - عز وجل - : لا تكتموا الشهادة إن كان عندكم علم بذلك . وقد عَلِم الله أَنكم كاذبون . وقيل : { وَالأَسْبَاطَ } : بنو يعقوب ؛ سموا أسباطاً ؛ لأَنه وُلِد لكل رجل منهم أُمَّةٌ . وقوله : { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } . خرج على الوعيد ؛ أَي : لا تحسبوا أنه غافل عما تعملون . ويجوز أَن يكون لم ينشئهم على غفلة مما يعملون ، بل على علم بما يعملون خَلَقهم ؛ ليُعلم أَن ليس له في شيء من عمل الخلق له حاجة ؛ ليخلقهم على رجاء النفع له ، ولا قوة إلا بالله . خلقهم وهو يعلم أنهم يعصونه . وقوله : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الآية . قد ذكرنا هذا فيما مرَّ .