Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 170-171)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ } . يحتمل هذا وجهين : يحتمل : أن آباءهم كانوا أوصوهم ألا يفارقوا دينهم الذي هم عليه ، فقالوا عند ذلك : لا ندع وصية آبائنا ، كقوله : { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } [ الذاريات : 53 ] . أو كانوا قوماً سفهاء أصحاب التقليد ، فقالوا : إنا قلدنا آباءنا ، فلا نقلد غيرهم . وقوله : { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } . يخرج هذا الكلام على وجهين : أي : تقلدون أنتم آباءكم وإن كانوا لا يعقلون شيئاً . ويحتمل : { أَوَلَوْ كَانَ } ، أي : وقد كان آباؤكم لا يعقلون شيئاً فكيف تقلدونهم ؟ وهو كقوله : { قَٰلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ } [ الزخرف : 24 ] ، أي وقد جئتكم . أو أن يقال : من جعل آباءكم قدوة يقتدى بهم ؟ وقوله : { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً } . قيل فيه بوجهين : قيل : مثلنا { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ } أي يصوت { بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً } يسمعون الصوت ولا يفهمون ما فيه . وقيل : { يَنْعِقُ } بمعنى يُنْعَقُ ، ذكر الفاعل على إرادة المفعول ؛ كقوله : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] أي مرضية . فعلى ذلك الأولى ، وهو في اللغة جائز جار . وقوله : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } . سماهم بذلك وإن لم يكونوا في الحقيقة كذلك ؛ لما لم ينتفعوا بها ، إذ الحاجة من هذه الأشياء الانتفاع بها ؛ ولذلك سماهم سفهاء لما لم ينتفعوا بعلمهم وعقلهم .