Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 174-176)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ } : أي في الكتاب يحتمل هذا وجهين : يحتمل : أن كتموا ما في كتبهم من بعث محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، وصفته . ويحتمل : ما كتموا من الأحكام والشرائع من نحو الحدود والرجم وغير ذلك من الأحكام . وقد ذكرنا هذا فيما تقدم . وقوله : { وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } . قد ذكرنا تأويل هذا فيما تقدم . وقوله : { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ } . يحتمل وجهين : يحتمل : ما يأكلون في دنياهم إلا أوجب ذلك لهم في الآخرة أكل النار . ويحتمل : ما يأكلون في دنياهم إلا أكلوا في الآخرة عين النار . وقوله : { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . قيل : لا يكلمهم بكلام خير ، ولكن يكلمهم بغيره ، كقوله : { قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 108 ] . وقيل : لا يكلمهم غضباً عليهم ؛ يقال : فلان لا يكلم فلاناً ، لما غضب عليه . وقوله : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ } . قيل : استحبوا الضلالة على الهدى . وقيل : اختاروا العذاب على المغفرة . وما قاله الكلبي فهو أحسن : أنهم اشتروا اليهودية - التي هى تحصل عذاباً - بالإيمان - الذي يحصل مغفرة - وقد ذكرنا هذا فيما تقدم أيضاً . وقوله : { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } . قيل : فما أدومهم في النار . وقيل : فما أصبرهم على العمل الذي يوجب لهم النار . وقيل : فما أجرأهم على عمل أهل النار . وقيل : ما أعملهم بأعمال أهل النار . وقال الحسن : فما لهم عليها صبر ولكن ما أجرأهم على النار . وقد يقال لمن يطول حبسه : فما أصبرك على الحبس . لا على حقيقة الصبر ، لكن على وجوده فيه . وقوله : { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } . أي : خالفوا . وإلا قد اختلف أهل الإيمان والكفر ، ولكن أراد - والله أعلم - بالاختلاف : الخلاف ، أي : خالفوا الكتاب ولم يعملوا به . { لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } . قيل : لفي خلاف بعيد . وقيل : لفي ضلال طويل . وقيل : لفي عداوة بعيدة . وقيل : حرف " البعيد " في الوعيد إياس ؛ كأنه قال : لا انقطاع له .