Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 4-9)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ ٱفْتَرَاهُ } يعنون هذا القرآن الذي أنزل على رسوله ، وكان يقرؤه عليهم ، يقولون : ما هذا إلا إفك - أي : كذب - افتراه من تلقاء نفسه ويخترعه من نفسه . إن أهل الشرك كانوا يكذبون الأنباء والأخبار من غير أن كانت لهم أسباب التي بها ما يوصل إلى معرفة صدق الأخبار وكذبها ، وذلك كانت عادتهم وهِمَّتهم ، والأسباب التي يعرف بها صدق الأخبار وكذبها هي الكتب السماوية والرسل التي نطقوا عن وحي السماء ، فكفار مكة لم يكن لهم واحد من هذين ، فكيف ادعوا على رسول الله اختلاق هذا القرآن واختراعه من نفسه ، وأنه مفترى ، على غير كون أسباب معرفة الكذب والصدق لهم في الأخبار ، مع ما ظهرت لهم آيات رسالته وأعلام صدقه في الأخبار ؛ حيث لم يؤخذ عليه كذب قط ، ولا رأوه اختلف إلى أحد من أهل الكتاب ، ولا كان يحسن أن يخط بيده كتاباً ، وما قرع أسماعهم من أول الأمر إلى آخر الأبد قوله : { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ } [ البقرة : 23 ] ، وقوله : { فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } [ هود : 13 ] فدل عجزهم وترك تكلفهم ذلك على أنهم عرفوا أنه من عند الله ، وأنهم كذبة في قولهم : إنه إفك مفترى . وقوله : { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } ، وقالوا : إنه إفك مفترى ، وأعانه على ذلك قوم آخرون في افترائه واختراعه ، وهم قوم من أهل الكتاب أسلموا ، وقد كانوا يجدون في التوراة والإنجيل نعته وصفته ، وما كان أنبأهم رسول الله ويخبرهم من الأنباء المتقدمة والأخبار الماضية ، فأخبروهم بذلك حين سألهم أولئك المشركون عما يخبرهم رسول الله ، وقالوا : إنه كما يقول ، وإنه صادق في ذلك كله ، وإنا نجد ذلك في كتابنا ، فلما سمعوا ذلك من أهل الكتاب ما سمعوا من تصديقهم إياه - عند ذلك قالوا : { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } . ثم أخبر أنهم { جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً } ، أما قوله : { ظُلْماً } لأنهم كذبوه ، و [ قالوا : ] إنه مفترى من غير أن كان لهم أسباب الكذب والصدق ، فهو ظلم ؛ حيث وضعوا ذلك [ في ] غير موضعه . وأما قوله : { وَزُوراً } لأنهم قالوا : إنه مختلق ، وإنه سحر ، وإنه { إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ } [ النحل : 103 ] ، وإنه { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } ، وإنه { أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } ، قد ظهر كذبهم بهذا فيما بينهم ؛ لأنهم متى رأوه اختلف إلى واحد منهم يعلمه ذلك ؟ ! أو متى رأوه كتب شيئاً قط أو يحسن الكتابة قط ؟ ! وقولهم : { أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } ؟ ! فإذا عرف تلك الأنباء والأحاديث التي كانت من قبل - ولا شك أنها لم تكن بلسانه ، وإنما كانت بلسان أولئك - دل إخباره عما في كتبهم بلسانه أنما عرف ذلك بالله تعالى . وقوله : { فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } قال أهل التأويل : غدوّاً وعشيّاً ، فلو كان على ذلك لكان يحضرونه في البكرة والعشيّ ، فيسمعون ويشاهدون ما يملى عليه ؛ إذ الوقت وقت الحضور ، ولكن - عندنا - كأنهم أرادوا بالبكرة والعشيّ : أول الليل وآخره ، الأوقات التي هي ليست بأوقات الحضور والجلوس ، يقولون : يأتونه سرّاً فتملى عليه ويعلمه ، فلو كان ذلك أيضاً لكانوا يراقبونه ويحافظونه سرّاً ؛ ليعرفوا ذلك ويشاهدوه ، فإذا لم يفعلوا ذلك دل أنهم كانوا يعرفون صدقه ، وأنهم كذبة في زعمهم ، لكنهم كابروه وعاندوه في ذلك . ثم أخبر أنه إنما أنزل عليه الذي يعلم السر في السماوات والأرض ؛ حيث قال : { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ليس بمختلق منه ولا مفترى ، ثم قوله : { يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي : يعلم الأعمال الخفية والسرية من أهل السماوات والأرض ، أي : يعلم الكوائن التي في السماوات والأرض وخفياتها . وقال بعضهم : قوله : { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ } أي : قل لهم يا محمد : أنزله - أي : هذا القرآن - الذي يعلم السر ؛ وذلك أنهم قالوا بمكة سرّاً : { مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [ المؤمنون : 24 ] فإنه بشر مثلكم ، بل هو ساحر { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } [ الأنبياء : 3 ] ، ففي ذلك دلالة إثبات رسالته ؛ لأنهم قالوا سرّاً فيما بينهم ثم أخبرهم بذلك ، دل أنه بالله عرف ذلك . وقوله : { إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } في تأخير العذاب عنهم ، { رَّحِيماً } حين لا يعجل عليهم بالعقوبة إذا تابوا ورجعوا عن التكذيب إلى التصديق على ما ذكرنا . وقوله : { إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } في تأخير العذاب ، يحتمل قوله : { غَفُوراً رَّحِيماً } إذا تابوا عن ذلك وآمنوا به ورجعوا إلى الحق ، أو غفور رحيم لا يعجل بالعقوبة أي : برحمته وفضله لا يعجل بعقوبتهم ؛ لعلهم يتوبون . وقال القتبي : " تبارك " مشتق من البركة ، وكذلك قال الكسائي ، وقد ذكرنا ذلك . وقال أبو عوسجة : تنزيه ، مثل قولك : " تعالى " ، على ما ذكرنا ، وقال : الفرقان هو الحق ؛ فرق بين الحق والباطل ، والقرآن : هو من قَرْنِ بعضٍ إلى بعض ، والزبور : هو اسم كتاب ، والزُّبُر : جميع ، وزبرت : كتبت ، والزُّبَر : قطع الحديد ، كقوله : { آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ } [ الكهف : 96 ] الواحد : زبْرة ، والتوراة : اسم كتاب لا أظنه بالعربية . قال أبو معاذ : الأساطير : الأحاديث ، واحدها : أسطورة ، كأرجوزة وأراجيز ، وأحدوثة وأحاديث ، وأعجوبة وأعاجيب . وفي حرف حفصة : { فهي تُمَلُّ عليه } ، وهما لغتان ، وفي سورة البقرة : { أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ } [ البقرة : 282 ] . وقوله : { وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ } كان الكفرة يطعنون رسول الله بشيئين . أحدهما : أنه من البشر ؛ بقولهم : { مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [ المؤمنون : 24 ] و { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } [ إبراهيم : 10 ] كانوا لا يرون أن يكون من البشر رسول كقوله : { لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } الآية [ الأنعام : 8 ] ، وقولهم : { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } ، ونحو ذلك . والثاني : كانوا يطعنون بالفقر والحاجة وصفارة اليد ؛ حيث قالوا : { أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ } ، وحيث قالوا : { يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ } كأنهم ينكرون الرسالة في الفقراء وذوي الحاجة ، ويرونها في ذوي الملك والأموال ؛ ولذلك قالوا : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] ، فعلى ذلك قولهم : { يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ } كما يأكل الفقراء ، { وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ } في حوائجه كما يمشي الفقراء ، ولو كان رسولاً لكان ملكاً غنيّاً يأكل طعام الملوك ، لا يقع له الحاجة إلى أن يمشي في الأسواق في حوائجه . فأجاب لهم في طعنهم فيه أنه بشر مثلهم ، وإنكارهم الرسالة في البشر بوجوه : أحدها : قولهم : { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ } ، قال : { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ } الآية [ الأنعام : 8 ] ، معناه - والله أعلم - أنه لا ينزل الملك إلا بالعذاب ، فلو أنزل لأنزل بالعذاب فأهلكوا . والثاني : ما قال : { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً } [ الأنعام : 9 ] ، تأويله - والله أعلم - : أنه لم يجعل في وسع البشر رؤية الملك على صورته وعلى ما هو عليه ؛ إذ جنس هذا غير جنس أولئك ، وجوهرهم غير جوهر أولئك ، ولو جعلناه هكذا كنا لبسنا ما كان يلبس أولئك القادة على الأتباع ؛ كقولهم : إنه ساحر وإنه كذاب وإنه مجنون ؛ فكان في ذلك تلبيس عليهم . والثالث : ما قال : { قُل لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ … } الآية [ الإسراء : 95 ] أي : لو كان أهل الأرض ملائكة لكنا أنزلنا عليهم الرسول ملكا من جنسهم وجوهرهم ؛ لأنهم أعرف به وأظهر صدقاً عندهم ممن هو من غير جوهرهم وجنسهم ، فإذا كان أهل الأرض بشراً فالرسول إذا كان منهم ، فهم أعرف به وصدقه أظهر عندهم ، وقلوبهم إليه أميل لا إلى من هو من غير جنسهم . وأجاب لطعنهم في أكله ومشيه في الأسواق حيث قال : { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } [ الفرقان : 20 ] في حوائجهم ، أي : غيره من الرسل الذين تؤمنون أنتم بهم كانوا فقراء ، يأكلون الطعام ويمشون في حوائج أنفسهم ، ثم لم يمنع ذلك عن أن يكونوا موضعاً لرسالته ؛ فعلى ذلك محمد ، والفقير وذو الحاجة أحق أن يكون موضعاً لرسالته من الغني الثري ؛ لأن الناس يتبعون الغني ومن له الملك والثروة ، فلو كان الرسول غنيّاً مثريّاً لكان لا يظهر متبع الحق من غيره ، وإذا كان فقيراً محتاجاً لظهر ذلك ، اللهم إلا أن يكون ملكاً هو آية الرسالة نحو ملك سليمان وداود ، وذلك لنفسه آية لرسالته على ما قال : { وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ } [ ص : 35 ] ، والله أعلم . وقوله : { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } : كأنهم قالوا ذلك لما نزل قوله : { تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } [ الفرقان : 1 ] قالوا عند ذلك : { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ } ، وقالوا : { أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } عند سماع قوله : { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ الزخرف : 85 ] أي : قالوا : لو كان محمد رسول الله من له ملك السماوات والأرض ونذيراً للعالمين على ما يقول ، لكان أنزل معه ملك نذيراً ، ولكان أعطي هو كنزاً أي : مالا أو تكون له جنة يأكل منها على ما يكون لرسل ملوك الأرض . لكن الجواب لهم ما ذكر : { تَبَارَكَ ٱلَّذِيۤ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ … } الآية ، أي : لو شاء أعطاك خيراً مما يقولون من البنيان والقصور على ما أعطى غيرك ، لكن ليس فيما يمنع منقصة لك ، ولا فيما أعطاهم فضيلة . وقوله : { وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ } أي : ما تتبعون ، { إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } : لا تزال عادتهم بنسبة الرسول إلى السحر والجنون والكذب . وقوله : { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ } : فتأويله - والله أعلم - أي : انظر إلى سفههم أن كيف ضربوا لك الأمثال ، وشبهوك بها ؛ نسبوك مرة إلى السحر وقالوا : إنك ساحر ، ومرة إلى الجنون وقالوا : إنك مجنون ، ومرة إلى الشعر وقالوا : إنك شاعر ، ومرة إلى الكذب حيث قالوا : بل هو كذاب أشر ، ونحو هذا مما كانوا ينسبونه إليه ، فيقول : والله أعلم - : انظر إلى سفههم أن كيف ضربوا لك الأمثال ونسبوك إلى ما ذكروا ، على علم منهم أنك لست كذلك ولا على ذلك ، وأنك على الحق وهم على باطل وكذب . أو أن يكون قوله : { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ } ما قالوا : { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً * أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } وأمثال ما سألوا ، فيقولون : لو كان ما يقول إنه رسول ، لكان ذلك له أعلام الرسالة وأمارات صدقه ، فيخبر أن الأعلام والآيات ليست تأتي على شهوات سؤال المعاندين وأمانيهم ، ولكن إنما تجيء على ما توجبه الحكمة ، مما يدل على صدق ما ادعى ويظهر كذب من عاند وتولى ، وقد أتاهم محمد صلوات الله عليه وسلامه بحجج وبراهين ما أظهر لهم صدق ما ادعى من الرسالة والنبوة ، لكنهم عاندوها وكابروا ، فلم يقروا بها خوفاً أن يذهب عنهم رياستهم . وقوله : { فَضَلُّواْ } لا شك أنهم قد ضلوا عن الهدى ، أي : عدلوا بضربهم الأمثال له ، ونسبتهم إياه إلى ما نسبوه إليه ؛ فلا يستطيعون سبيلا إلى الهدى أو إلى ما سألوا من الأشياء . وفي حرف حفصة : { فلا يهتدون سبيلا } . وقال بعضهم : فلا يستطيعون مخرجاً من الأمثال التي ضربوها لك ، والله أعلم .