Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 156-158)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عزّ وجلّ - : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى } الآية . اختلف في قوله - تعالى - : { كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، قال بعضهم : نهى المؤمنين أن يكونوا كالذين كفروا في السرّ والعلانية . { وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ } ، يعني : المنافقين ، { لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ } . وقيل : لا تكونوا كالمنافقين قالوا لإخوانهم - يعني : لبعضهم - : لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا . وقيل : قالوا لإخوانهم ، يعني : المؤمنين الذين تولوا ، وهم كانوا إخوانهم في النسب ، وإن لم يكونوا إخوانهم في الدين والمذهب . لا حاجة لنا إلى معرفة قائله من كان ، ولكن المعنى ألا يقولوا مثل قولهم لمن قتل . وقوله : { إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ } ، يعني : إذا ضربوا في الأرض تجاراً أو " غزى " ، أي : غزاة . وقيل : قوله : { إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أو كانوا غزاة على إسقاط الألف . وقوله - عزّ وجل - : { لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } : أي : ليجعل الله ذلك القول الذي قالوا حسرة يتردد في أجوافهم . ويحتمل قوله : { لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ حَسْرَةً } يوم القيامة ؛ كقوله : { أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ } [ البقرة : 167 ] . وقوله - عز وجل - : { وَٱللَّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ } . أي : والله يحيي من ضرب في الأرض وغزا ، ويميت من أقام ولم يخرج غازياً ، أي : لا يتقدم الموت بالخروج في الغزو ، ولا يتأخر بالمقام وترك الخروج ، دعاهم إلى التسليم ، إنما هي أنفاس معدودة ، وأرزاق مقسومة ، وآجال مضروبة ، ما لم يفناها واستوفاها وانقضى أجلها : لا يأتيها . { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } : وعيد . وقوله - عز وجل - : { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ } : أي أن الموت إن كان لا بدّ نازل بكم ؛ فقتلكم أو موتكم في طاعة الله وجهاده خير من أن ينزل بكم في غير طاعة الله وسبيله . { لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } : من الأموال . { وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى ٱلله تُحْشَرُونَ } : أي : إن متم على فراشكم ، أو قتلتم في سبيل الله - فإليه تحشرون ، فمعناه - والله أعلم - أي : إن لم تقدروا على أن لم تحشروا إليه ، كيف تقدرون ألا ينزل على فراشكم بكم الموت ، وإن أقمتم في بيوتكم ؛ ! والله أعلم .