Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 180-182)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ * وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . وهذه الأحرف الثلاثة جميع ما بينه من الحق على الخلق من التوحيد ، وجميع ما عليهم من التفويض إليه في الأمور كلها ، وجميع ما عليهم من الثناء الحسن ، والحمد له فيما أنعم عليهم وما ألزمهم من الثناء الحسن على جميع المرسلين : أما حرف التوحيد فهو قوله : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } نزه نفسه وبرأه عن جميع ما قالت الملاحدة فيه مما لا يليق به من الولد والشريك والصاحبة وغير ذلك ، فيرجى أن يثاب قائل هذا ثواب كل واصف لله - عز وجل - بالبراءة له والتنزيه عن ذلك كله . وفي قوله - عز وجل - : { رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } وصف بالعزة والقوة وتفويض الأمر إليه ، فيرجى أن يثاب قائل هذا ثواب كل واصف لله بالعز له والقوة . وأما الثناء الحسن على المرسلين فهو قوله - عز وجل - : { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } أمر الله - عز وجل - عباده أن يثنوا على المرسلين جملة ؛ وعلى ذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا سلمتم فسلموا على إخواني المرسلين ، فإما أنا رسول من المرسلين " . أما الثناء الحسن على الله بكل ما أنعم عليهم وأحسن إليهم فهو قوله - عز وجل - : { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } فيرجى أن يثاب قائل هذا وتاليه على المعرفة به مما فيه ثواب جميع القائلين به والتالين ، والله أعلم . وذكر عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : " من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة ، فليكن آخر كلامه من مجلسه : سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين " ، والله أعلم . ورب العزة : قال بعضهم : هو رب النعمة والقوة . ويحتمل رب العزة ، أي : به يتعزز كل من يتعزز ، وإليه يرجع كل عزيز ؛ وكذلك كل من حمد أو أثنى على شيء فحقيقة ذلك الحمد والثناء راجع إليه تعالى ، والله أعلم بحقيقة مراده .