Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 179-179)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } [ الصافات : 175 ] . عياناً ومشاهدة . وقال بعضهم : وأبصرهم العذاب إذا نزل بهم خير فسوف يبصرون وقوعاً . ويحتمل قوله : { وَأَبْصِرْهُمْ } أي : عرفهم أن العذاب ينزل بهم فسوف يعرفون إذا نزل بهم . وقوله - عز وجل - : { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } [ الصافات : 176 ] . دل هذا أنهم كانوا يستعجلون نزول العذاب بهم - والله أعلم - إنما يستعجلون العذاب استهزاء بالرسول - عليه السلام - وتكذيباً له فيما يوعدهم أن العذاب ينزل بهم . ثم قوله : { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } [ الصافات : 176 ] هو حرف التعجب أن كيف يستعجلون عذابي ؟ ! ألم يعرفوا قدري وسلطاني في إنزال العذاب والإهلاك إذا أردت تعذيب قوم وإهلاكهم ؟ ! أي : قدرت ذلك وملكت عليه . ثم أخبر أنه إذا نزل العذاب بساحتهم يساء صباحهم ، حيث قال - عز وجل - : { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [ الصافات : 177 ] . ثم قوله - عز وجل - : { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } [ الصافات : 177 ] يحتمل النزول بالساحة ، أي : بقربهم . ويحتمل النزول بالساحة : النزول بهم والوقوع عليهم ؛ كقوله - عز وجل - : { وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ } [ الرعد : 31 ] حتى يأتي وعد الله في نزوله بهم - والله أعلم - يحتمل نزوله بساحتهم ما ذكرنا من نزوله بقربهم ووقوعه عليهم . ثم قوله - عز وجل - : { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [ الصافات : 177 ] ساء صباحهم ؛ لأن ذلك العذاب إذا حل بهم صيرهم معذبين في النار أبد الآبدين ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } [ الصافات : 174 ] . قد ذكرنا هذا فيما تقدم . وكذلك قوله - عز وجل - : { وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } ويقول بعضهم : أي : انظر فسوف ينظرون ، لكن الوجه فيه ما ذكرنا .