Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 86-88)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } . هذا يحتمل وجوهاً : أحدها : لا أسألكم على ما أدعوكم من الشرف والذكر في الدنيا والآخرة من أجر ، ولا أجد في الشاهد من يبذل للآخر من الشرف أو الذكر ولا يعطيه ذلك إلا بأجر ، فكيف تتركون اتباعي ولا تقبلون ذلك مني ؟ ! أو يقول : لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر ، فيمنعكم ثقل ذلك الأجر وذلك الغرم عن إجابتي ؛ كقوله - عز وجل - : { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } [ الطور : 40 ] أي : لست تسألهم أجراً حتى يمنعهم ثقل ذلك الغرم عن الإجابة . وقوله - عز وجل - : { وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } . قال عامة أهل التأويل : وما أنا ممن تكلف ذلك من تلقاء نفسي ، ولا أمرتكم بما آمركم إلا بالوحي ، والمتكلف عند الناس في الظاهر : هو الذي يفعل ويقول بلا إذن . وقال أبو عوسجة : المتكلف : هو الذي يتكلف ما لا يعنيه ويفعل ما لم يؤمر به . وجائز أن يكون قوله - عز وجل - : { وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } ، أي : ما أنا من المتحملين مما حملتم إذا خالفتموني ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } . أي : ما هذا القرآن وهذا النبأ إلا عظة وذكر لمن انتفع به . وقوله - عز وجل - : { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ } . يحتمل نبأ القرآن . ويحتمل البعث والحساب ، أي : يعلمون أن ذلك حق بعد حين . ثم ذكر - عز وجل - في جهنم أنه يملؤها ولم يذكر في الجنة أنه يملؤها ، فجائز أن يكون ما ذكر من الملء هو أن يضيقها عليهم ، وفي التضييق زيادة في الألم . أو أن يكون في سعة الجنة حكمة ولا يكون ذلك في جهنم ؛ لأن السعة تطلب للنزهة والانتشار في البساتين وغير ذلك وليس ذلك في جهنم ، والله أعلم بالصواب .