Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 136-136)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } . يحتمل قوله - عز وجل - : { آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } - وجوهاً : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، فيما مضى من الوقت ، آمِنوا في حادث الوقت . ويحتمل : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ } ، أي : اثبتوا عليه . ويحتمل : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بألسنتكم ، { آمِنُواْ } بقلوبكم ؛ كقوله - تعالى - : { آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ } [ المائدة : 41 ] . ويحتمل : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } عند رؤية البأس والعذاب ، { آمِنُواْ } في الحقيقة ؛ كقوله - تعالى - : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ } [ غافر : 84 ] . ويحتمل وجهاً آخر : يأيها الذين [ آمنوا ببعض الرسل ، آمنوا ] بالرسل كلهم كما آمن المؤمنون ؛ كقوله - تعالى - : { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } [ البقرة : 136 ] ، وهم كانوا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ؛ كقوله - عز جل - : { نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } [ النساء : 150 ] . ويحتمل : يأيها الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ، آمنوا به إذا بعث ؛ لأنهم كانوا يؤمنون به قبل أن يبعث ، فلما بعث تركوا الإيمان به ؛ كقوله - تعالى - : { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ } [ البقرة : 89 ] . { آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم . { وَٱلْكِتَابِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ } . آي : آمنوا بالكتاب الذي نزل على رسوله ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم . { وَٱلْكِتَابِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِن قَبْلُ } . آي : آمنوا - أيضاً - بالكتب السماوية التي أنزلها الله ، تعالى . ثم الإيمان بالله حقيقة - إيمانٌ بجميع الرسل والكتب ؛ لأن كل نبي كان يدعو إلى الإيمان بجميع ذلك ، وكذلك في كل كتاب من الكتب السماوية دعاء إلى الإيمان بجملتهم ؛ ألا ترى أن الكفر بواحد منهم - كفرٌ بالله وبجميع الرسل والكتب وما ذكر ، وبالله العصمة . وقوله - عز وجل - : { وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ … } الآية . يحتمل هذا وجهين : يحتمل : ومن يكفر بجميع ما ذكر ؛ { فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } [ النساء : 116 ] ، وهو على التأكيد . ويحتمل : ومن يكفر بالله أو ملائكته أو كتبه أو رسله أو اليوم الآخر ؛ فقد كان ما ذكر ؛ لأن الكفر بواحد من ذلك كفْرٌ بالكل ، حتى لو أنكر آية من آيات الله - تعالى - كفر بالله ، وبالكتب وبالرسل كلها ، والله الموفق .