Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 62-63)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الآية . يحتمل أن يكون قوله : { وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ } : من ملوكهم وعوامهم . { يُسَارِعُونَ فِي ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ } ، أي : في قول الكفر والعدوان ، والعدوان : هو المجاوزة عن الحد الذي حد لهم ، ويسارعون - أيضاً - في أكل السحت . والسحت ، قيل : هو كل محرم ، وقيل : هو الرشوة في الحكم ، عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : الرشوة : هي الكفر ، وأما السحت : هو أن يرفع حاجة أخيه إلى السلطان فيأكل عنده ، وقد ذكرنا هذا فيما تقدم . ثم قال على أثر ذلك : قوله تعالى : { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ ٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ ٱلإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } . عاتب الله - عز وجل - الربانيين والأحبار عن تركهم نهي أولئك عن صنيعهم ، وأشركهم في الإثم شرعاً سواء ؛ ليعلموا أن العامل بالإثم والمعصية والراضي به والتارك النهي عن ذلك - سواء ، وفيه دلالة أن تارك النهي عن المنكر يلحقه من الإثم ما يلحق الفاعل به . والربانيون والأحبار قد ذكرنا فيما تقدم .