Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 4-9)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا } . قال أهل التأويل : [ كان ] يخوف أهل مكة بتكذيبهم الرسول بإهلاكه الأمم الخالية بتكذيبهم الرسل ، بقوله : { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا } ؛ بتكذيبهم الرسل ، فأنتم يأهل مكة تهلكون بتكذيبكم الرسول ، [ وإن كانوا لا يعرفون هم إهلاك الأمم الماضية أنه إنما أهلكوا بتكذيبهم الرسل ، غير أنهم ] وإن كانوا لا يعرفون هم ذلك بأنفسهم ؛ لما ليس عندهم كتاب - لكن يصلون إلى علم ذلك بمن عندهم الكتب - وهم [ أهل ] الكتاب - فيلزمهم الحجة ، كالعجم وإن كانوا لا يعرفون الكتاب الذي أنزل بلسان العرب ، فإن الحجة تلزمهم بذلك ؛ لما كان لهم سبيل الوصول إلى علم ذلك بالعرب ؛ فعلى ذلك هؤلاء ، وإن لم يكن عندهم علم بإهلاك أولئك ؛ فتلزمهم الحجة بإعلام أهل الكتاب إياهم . وفي الآية دلالة إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عن إهلاك الأمم الخالية بتكذيبهم الرسل ، وهو لم ينظر في كتبهم ، ولا اختلف إليهم ليعلموه عن ذلك ، ثم أخبرهم بذلك ، فدل أنه إنما عرف ذلك بالله عز وجل . وقوله - عز وجل - : { فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ } . قال أبو بكر الكيساني : البأس هو كل أمر معضل شديد من المرض والجرح وغيره ، ويقول : روي عن عمر أنه لما طعن قيل له : لا بأس عليك ، فقال : إن كان في القتل بأس كفى بذلك . وأما غيره من أهل التأويل فقالوا : البأس : العذاب ، " وبأسنا " : عذابنا . وقوله - عز وجل - : { بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ } . البيات : بالليل ، والقيلولة : بالنهار عند الظهيرة ، وهما وقتا الغفلة أو وقتا الأمن . أخبر أنه إنما يأتيهم عذابه في حال الغفلة ، أو في حال الأمن ؛ لئلا يكونوا غافلين عن أمره ، ولا يكونوا آمنين عذابه . وقوله - عز وجل - : { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ } . أي : ما كان دعواهم قبل نزول العذاب إلا أنهم قالوا : نحن على الحق وإن غيرهم على الباطل ، فإذا جاءهم بأسنا اعترفوا بظلمهم ؛ كقوله : { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } . وقال بعضهم : فما كان دعواهم حين نزول العذاب { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } . وقوله - عز وجل - : { فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } . يذكر في هذه الآية أنه يسألهم جميعاً : الرسل والمرسلين إليهم . وقال في آية أخرى : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } [ الرحمن : 39 ] ، وقال : { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [ الأنبياء : 23 ] ، ولكن قوله : { لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ } [ الرحمن : 39 ] ، أي لا يسأل عما فعل وعن نفس ما ارتكب ؛ كم أذنبت ؟ وما فعلت ؟ ولكن يسأل : لماذا فعلت ؟ يسأل عن الحجة : لم أذنبت ؟ ولم فعلت ذا ؟ أو أن يسأل في وقت ، ولا يسأل في وقت آخر . قال بعضهم : لا يسأل عن ذنبه غيره ، وإنما يسأل صاحبه وفاعله ، يخبر - والله أعلم - أن أمر الآخرة على خلاف أمر الدنيا ؛ لأن في الدنيا قد يؤاخذ غيره بذنب آخر وربما يسأل إحضار قريبه ، وأما في الآخرة فإنه لا يؤاخذ غيره بذنب آخر كذلك كان ما ذكرنا . أو أن يكون قوله : { لاَّ يُسْأَلُ } : عما أظهر وأبدى ؛ لكن يسأل عما أسرّ وأخفى ؛ لأن الملائكة قد يكتبون ما أبدوه وأظهروه ؛ كقوله : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ ق : 18 ] ؛ فيقع السؤال عما أسرّوا على التقرير ، ولا يسأل بعد ذلك . وقوله : { فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } . قال بعض أهل التأويل : يسأل الرسل عن تبليغ الرسالة إلى الأمم ، ويسأل قومهم : هل بلغ الرسل إليهم الرسالة ؟ ويكون سؤالهم الرسل سؤال شهادة - كقوله : { لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ … } [ البقرة : 143 ] الآية - أنه قد بلغ الرسالة . وقال بعضهم : يسأل الملائكة عن تبليغ الرسالة إلى الأنبياء ، ويسأل الأنبياء - عليهم السلام - عن تبليغ الملائكة إليهم ، وأمكن أن يكون [ السؤال ] للرسل عما أجيبوا ، وكان سؤال الأمم عما أجابوا الرسل ؛ كقوله : { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ } [ المائدة : 109 ] ، وكقوله : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ القصص : 65 ] . أو أن يكون سؤال القوم سؤال تقرير عندهم ، وإقرار لما كانوا ينكرون التبليغ إليهم ؛ كقوله : { وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ المائدة : 116 ] . هذا السؤال سؤال تقرير وتعيير لا غير ؛ لأنه كان يعلم أنه لم يكن قال لهم ذلك ، لكنه سألهم سؤال تقرير ؛ ليقروا بذلك ؛ لئلا يقولوا : هو قال لهم ذلك ؛ لأنهم قالوا : عيسى هو الذي قال لهم ذلك ؛ فعلى ذلك الأوّل . وقوله - عز وجل - : { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ } . عن عملهم وصنيعهم ؛ ولكن يسألون لما ذكرنا ، والله أعلم . يشبه أن يكون : { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ } ذكر هذا ؛ لما يحتمل أن يظن به الخفاء عليه ؛ لما ذكر من المسألة لهم والسؤال ، وهو الاستخبار عما يسر ويضمر ؛ ليظهر ذلك ، هذا هو معنى السؤال في الشاهد والاستخبار ؛ فأخبر - عز وجل - بقوله : { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ } على أن سؤاله ليس بسؤال استخبار واستظهار له ؛ ولكن سؤال توبيخ وتقرير ، أو سؤال شهادة ؛ وعلى هذا يخرج الابتلاء منه والامتحان ؛ لتقرير الأمر والنهي ، لا لإظهار شيء خفي عليه ، وإن كان في الشاهد يكون كذلك . أو أن يصير ما قد خفي عليهم بادياً ظاهراً عندهم ؛ فسمى ذلك الأمر منه والنهي ؛ ابتلاء وامتحاناً ؛ لما [ هو ] عند الخلق ابتلاءٌ وامتحان ، وإن كان عند الله لا يحتمل ذلك ؛ فسمي بالذي فيما بينهم ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ } . قال الحسن : يكون ميزاناً له كفتان يوزن فيه الحسنات والسيئات ؛ فمن ثقلت موازينه دخل الجنة ، ومن خفت موازينه دخل النار . وقال غيره من أهل التأويل : يريد بـ " الموازين " الحسنات والسيئات نفسها ؛ فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ، ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار . إلى هذا ذهب أكثر أهل التأويل ، ولا يحتمل ما قالوا . أما قول الحسن : ميزان له كفتان يوزن فيه الحسنات والسيئات - لا يحتمل ؛ لأنه قال : { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } . إذا ثقلت إحدى الكفتين خفت الأخرى ، وإذا خفت إحداهما ثقلت الأخرى ؛ فكل واحدة منهما فيمن تثقل موازينه وتخف ، وقد أخبر في الآية أن من ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه { فَأُوْلَـۤئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُم } . ولا يحتمل - أيضاً - ما قال غيره من أهل التأويل : إنه أراد بـ " الموازين " : الحسنات ، والسيئات ؛ لأن الآية في المؤمنين والكافرين ؛ فلا سيئة ترجح في المؤمن مع إيمانه ، ولا حسنة ترجح في الكافر مع شركه ، إلا أن يقال : إن توزن حسناته وتقابل بسيئاته دون إيمان ، وكذلك الكافر تقابل سيئاته بحسناته دون الشرك ؛ فذهبت حسناتهم التي كانت لهم في الدنيا بما أنعم الله عليهم في الدنيا ؛ فقد عجل لهم جزاء حسناتهم التي عملوا في الدنيا ؛ بما أنعم عليهم في الدنيا . وأما المؤمن فيتجاوز عن سيئاته ويتقبل عنه أحسن ما عمل ؛ كقوله : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ } [ الأحقاف : 16 ] . أو أن يكون ما ذكر من الميزان هو الكتاب الذي ذكر في آية أخرى ؛ كقوله : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } [ الانشقاق : 7 - 9 ] الآية ، [ و ] كما قال : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } [ الحاقة : 19 ] { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } [ الحاقة : 25 ] . وقال بعضهم : الوزن هو العدل ؛ كقوله : { وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ } [ الأنبياء : 47 ] لم يقل : نضع الموازين بالقسط ، ولكن قال : { وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ } [ الأنبياء : 47 ] ، والقسط : هو العدل ، فهو إخبار عن العدل أنه يعدل بينهم يومئذ . وقال بعضهم : الوزن يومئذ الحق ، أي : الجزاء يومئذ الحق ؛ يجزي للطاعة الحسنة والثواب ، وللسيئة عقاب وعذاب ، فهو حق . وقال بعضهم : قوله : { وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ } [ أي ] : الطاعة حق ، كل مطيع يومئذ فهو حق . ويحتمل أن يكون الوزن الحدود ، والتقدير كقوله : { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ } [ الحجر : 19 ] ، أي : محدود مقدر ؛ فعلى ذلك قوله : { وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ } ، أي : الحد يومئذ الحق ، لا يزاد على السيئات ، ولا ينقص من الحسنات التي عملوا في الدنيا ، والله أعلم بما أراد بالوزن . ثم قال أهل التأويل في قوله : { فَأُوْلَـۤئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُم } ، أي : غبنوا ؛ وذلك أنه ما من أحد من مؤمن وكافر إلا وله في الجنة والنار منزل وأهل ، فيرث المؤمن المنزل الذي كان للكافر في الجنة ، ويرث الكافر المنزل الذي للمؤمن في النار ؛ فذلك الخسران الذي خسروا ، لكن هذا لا يحتمل أن يكون الله - تعالى - يجعل للكافر في الجنة منزلاً وأهلاً مع علمه أنه لا يؤمن ، ويختم على كفره ، ويحتمل الخسران الذي ذكر هو أنهم خسروا في الدنيا والآخرة لما فات عنهم النعم التي كانت لهم في الدنيا ولم يصلوا إلى نعيم الآخرة ، فذلك هو الخسران المبين في الدنيا والآخرة . [ و ] قوله عز وجل : { بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ } قال الحسن : بـ " آياتنا " : ديننا يكذبون ، ولكن كذبوا حججنا . " يظلمون " أي : يضعونها في غير موضعها ، وهو ما ذكر من ظلمهم الآيات ؛ لأن الظلم هو وضع الشيء [ في ] غير موضعه ، ثم المسألة فيمن ارتكب كل ذنب وكبيرة في حال كفره عمره ثم آمن في آخره ، صار ما كان ارتكب في حال كفره من الكبائر مغفوراً معفوّاً عنه غير مؤاخذ بها ، ومن ارتكب ذلك في حال إيمانه ، وختم على الإيمان لم يعمل الإيمان في تكفيره وكان مؤاخذاً به ، وذلك والله أعلم ؛ لوجهين : أحدهما : أن ليس على الكافر أنفس أفعال الطاعات وأعينها ، إنما عليه قبول تلك الأعمال ، فإذا أسلم ، فقد قبلها ولم يكن عليه في ذلك الوقت إلا القبول ؛ لذلك لم يؤاخذ بما كان منه من الأعمال . وأما المؤمن فعليه أنفس أفعال تلك الطاعات ، وتلك الأعمال ، وقد كان منذ القبول [ آخذاً بما كان ] منه التفريط في تلك الأعمال . والثاني : أن الكافر إذا أسلم بعد ما ارتكب من الكبائر ؛ لم يجرح إيمانه ، ولا أدخل فيه نقصاً ؛ فلم يؤاخذ بما كان منه لما قدم على ربه بإيمان كامل . وأما المؤمن إذا ارتكب كبائر فقد جرح الإيمان ، وأدخل [ فيه ] النقصان بعمله الذي يخالف الإيمان ، ولا يوافقه ؛ لذلك افترقا . ويشبه أن يكون قوله : { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } على التمثيل ليس على تحقيق الميزان والخفة ، ولكن على الوصف بالعظم لأعمال المؤمنين وبالخفة والتلاشي لأعمال الكافرين ؛ لأن الله - عز وجل - ضرب لأعمال المؤمنين المثل بالشيء الثابت والطيب ، ووصف أعمالهم بالثبات والقرار فيه ، وضرب لأعمال الكافرين المثل وشبهها بالشيء التافه التالف ، ووصفها بالبطلان والتلاشي كقوله : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } [ إبراهيم : 24 ] : وصف أعمالهم بالطيب والثبات والقرار ، ووصف أعمال الكافرين بالخبث والتلاشي والبطلان كقوله : { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } [ إبراهيم : 26 ] ، وقال في آية أخرى : { وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَٱلَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً } [ الأعراف : 58 ] ، وقال : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً } [ النور : 39 ] ، وكقوله : { فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ } [ الرعد : 17 ] ونحوه من الآيات : وصف أعمال المؤمنين بالثبات والقرار ، وأعمال الكفرة بالذهاب والبطلان ؛ فعلى ذلك قوله : { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } وصف بالعظم والقرار [ والثبات ] ، وقوله : { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } [ القارعة : 8 ] وصف بالبطلان والتلاشي ألا يكون لهم من الخيرات : [ شىء ينتفعون به ] في الآخرة ، والله أعلم .