Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 101-105)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلِ } لهم يا أكمل الرسل على مقتضى مرتبة النبوة ؛ تهييجاً لهم وتحريكاً على استعدادهم وقابليتهم : { ٱنظُرُواْ } أيها المجبولون على النظر والتأمل { مَاذَا } أي : أي شيء وذات ظهر بجسب أسمائه وصفاته { فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : العلويات والسفليات والغيوب والشهادات { وَ } إن كان { مَا تُغْنِي } وتكفي { ٱلآيَاتُ } الدالة على وحدة الذات المتجلي في جميع الكوائن والجهات { وَٱلنُّذُرُ } المبين للآيات ، المنبهين على مدلولاتها { عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [ يونس : 101 ] أي : لم يتعلق إرادة الله بإيماهم وتوحيدهم وعرفانهم . { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ } أي : ما ينتظرون أولئك المتمردون على الإيمان { إِلاَّ مِثْلَ } ما وقع على أمثالهم من الخسف والكسف والغرق وغير ذلك من المعايب التي وقعت في { أَيَّامِ } المشركين { ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ } ومضوا { مِن قَبْلِهِمْ } فإن عارضوا معك بمثل ما عارضت معهم مثل ما سلف من أسلافهم مع أنبيائهم ورسلهم { قُلْ } لهم تبكيتاً وإلزاماً : { فَٱنْتَظِرُوۤاْ } لمقتي وهلاكي { إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } [ يونس : 102 ] لكن لمقتكم وهلاككم ، فالأمر بيد الله وقبضة قدرته ومشيئته . { ثُمَّ } بعدما أهلكنا الأمم الماضية بتكذيبهم الرسل وإصرارهم على الكفر والشرك { نُنَجِّي } مما أصابهم { رُسُلَنَا } الذين أرسلناهم إليهم { وَ } ننجي أيضاً { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بنا وصدقوا رسلنا وانقادوا بما جاءوا به { كَذَلِكَ } أي : مثل إنجائنا إياهم { حَقّاً عَلَيْنَا } تفضلاً منا وامتناناً على عبادنا { نُنجِ } جميع { ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس : 103 ] المنقادين لرسلنا المتدينين بديننا ، على ذلك جرت سنتنا . { قُلْ } يا أكمل الرسل للمتردين في أمرك ودينك المتمردين عن إطاعتك وانقيادك : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } المجبولون على الغفلة والنسيان { إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ } وريب { مِّن دِينِي } الذي هو أسدّ الأديان وأصحها وأشملها وأشرف الملل وأكملها ؛ إذ هو مرجع كل الأديان كما هو مبدؤه ؛ لابتنائه على توحيد الذات التي اضمحلت دونها جميع الكثرات ، ومع ظهور فضله وكماله ووضوح حجته وبرهانه وعلو شأنه أنتم تشكون فيه فأنا أحق أن أشك فيما أنتم عليه وعبدتم إليه { فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } لقصورهم عن المعبودية وعدم استحقاقهم للألوهية والربوبية { وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ } الواحد الأحد الصمد { ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ } أي : أعدمكم ومعبوداتكم بعدما أظهركم وإياهم من العدم { وَأُمِرْتُ } من عنده { أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ يونس : 104 ] الموقنين لتوحيده المناقدين لحكمه . { وَ } أيضاً أمرت من عنده { أَنْ أَقِمْ } واستقم { وَجْهَكَ } أي : بوجهك الذي هو يلي الحق { لِلدِّينِ } الذي أنزل إليك لإصلاح حالك حال كونك { حَنِيفاً } مائلاً على جميع الأديان الباطلة والآراء الفاسدة { وَ } بالجملة : { لاَ تَكُونَنَّ } بعدما ظهر عليك حقية دينك { مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ يونس : 105 ] الذين يدعون الوجود لغير الله ويشركون معه سبحانه وتعالى عناداً ومكابرةً .