Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 100, Ayat: 1-5)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } [ العاديات : 1 ] أقسم سبحانه بالنفوس المقدسة الزكية عن مطلق الرذائل والأنسية ، وشبَّهها في سرعة العدو والجري بالخيول الجياد العادية ، المجاوزة عن مضائق بقعة الإمكان ، ومحابس نشأة الناسوت نحو فضاء الوجوب ، ومراتب عوالم اللاهوت ، شوقاً إليها وتحنناً نحوها ؛ لذلك كلمَّا قطعت عقبة من العقبات الناسوتية تضبح ضبحاً . والضبح : هو صوت أنفاس الفرس عند العدو ، وتلك النفوس تضبح تشوقاً إلى مقعد الوجوب ، وتنفساً عن كروب الإمكان وأحزان الهيولى والأركان . { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } [ العاديات : 2 ] أي : النفس الممتحنة للسرعة ، المستعجلة نحو الموطن الأصلي بالميل الجبلِّي ، سيما بعد الجذب الإلهي الموري لحوافر مراكب الشوق عند عدوها على أحجار الطبائع وجنادل الهيولى والأركان ، نار المحبة والمودة من شدة تشوقها وتلذذها إلى النيل والوصول ، واستنشاقها من نسائم روائح الحضور والقبول . { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً } [ العاديات : 3 ] أي : النفوس التي تغير في المبادرة والمسابقة نحو عالم اللاهوت ، وتجتهد وتسعى أن تصل إليها قبل كل واحدة من النفوس المبادرة إياها والساعية نحوها . { فَأَثَرْنَ بِهِ } أي : هيجن وحركن في ذلك الوقت الذي وصلن إليه { نَقْعاً } [ العاديات : 4 ] ليكون علامة تدل على وصولهن . { فَوَسَطْنَ بِهِ } أي : دخلن بذلك الوقت { جَمْعاً } [ العاديات : 5 ] سكان علام اللاهوت ؛ أي : المطلقين عن جميع القيود الناسوتية .