Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 100, Ayat: 6-11)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وبالجملة : بحق هذه المقسمات العظام { إِنَّ ٱلإِنسَانَ } المجبول على الكفران والنسيان { لِرَبِّهِ } الذي ربَّاه بأنواع الكرم والإحسان { لَكَنُودٌ } [ العاديات : 6 ] كفور مبالغ في الكفران والطغيان . { وَإِنَّهُ } أي : الإنسان نفسه { عَلَىٰ ذَلِكَ } أي : كنوديته وكفرويته { لَشَهِيدٌ } [ العاديات : 7 ] لظهور آثار الكفران والطغيان عليه دائماً ، وبالجملة : هو نفسه شاهد على كفره وكفرانه ، وشركه وطغيانه ، إلى حيث يلوح أثر عصيانه عليه . { وَإِنَّهُ } من شدة بغيه وعدوانه وغفلته على الله وإحسانه { لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ } أي : المَّال والجاه والثروة ، والسيادة المبعدة له عن كنف مولاه { لَشَدِيدٌ } [ العديات : 8 ] قوي ، مبالغ فيه ، مباهٍ فيه ، حريص في طلبه ، متعب نفسه في تحصيله ، وحبُّه هذا ما هو إلاَّ من غاية كفرانه بنعم الله وحرمانه عن مقتضى كرمه وضعف يقينه بالله وموائد إنعامه وإحسانه . وبالجملة : { أَفَلاَ يَعْلَمُ } الإنسان الكفور ، الكنود ، المحب للجاه والمَّال { إِذَا بُعْثِرَ } أي : بُعث ونُشر وحُشر { مَا فِي ٱلْقُبُورِ } [ العاديات : 9 ] من الموتى . { وَحُصِّلَ } أي : جُمِّع وميِّز { مَا فِي ٱلصُّدُورِ } [ العاديات : 10 ] من المكنونات ، خيراً كان أو شراً . { إِنَّ رَبَّهُم } الذي أظهرهم من كتم العدم وربَّاهم بأنواع الكرم { بِهِمْ يَوْمَئِذٍ } وهو يوم القيامة التي فيه تبلى السرائر وتكشف الضمائر { لَّخَبِيرٌ } [ العاديات : 11 ] بصير بعموم ما جرى عليهم في نشأة الاختبار خيراً كان أو شراً ، فيجازيهم على متقضى علمه وخبرته بلا فوت شيء من ذلك ، ومع علمه سبحانه بهم وبما صدر عنهم ، يعملون عملاً سيؤاخذون عليه . نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . خاتمة السورة عليك أيها الإنسان الكامل المجبول على حكمة المعرفة والإيقان أن تشمِّر ذيلك إلى ما جُبلت لأجله ، وتخلِّي خلدك عن مطلق الأشغال العائقة عن التوجه الحقيقي نحو الحق ، فلك أن ترى يوم الجزاء بين يديك ونصب عينيك ، وبالجملة : لا تغفل عن الله ، فإنه يرقبك في أولاك وأخراك .