Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 59-62)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَتِلْكَ } العصاة الغواة المقهورون بقهر الله وغضبه { عَادٌ } المبالغون في العتو والعناد { جَحَدُواْ } من غاية غفلتهم وغرورهم { بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } المنزلة على ألسنة رسله { وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } بالتكذيب والاستحقار لاستلزام الواحد تكذيب الجميع { وَٱتَّبَعُوۤاْ } من غاية جهلهم ونهاية بغضهم مع الله ورسله { أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ } مبالغ في التجبر والتكبر { عَنِيدٍ } [ هود : 59 ] متناه في المكابرة والعناد ، فتركوا متابعة الداعي لهم إلى سبيل الرشا . { وَ } لذلك { أُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي : صاروا متبوعين للطرد والتخذيل في النشأة الأولى والأخرى { أَلاۤ } تنبهوا يا أولي الأبصار والاعتبار { إِنَّ عَاداً } المعاندين { كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } نعمه وجحدوا توحيده { أَلاَ بُعْداً } طردً وتخذيلاً وتبعيداً عن ساحة عز احضور { لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } [ هود : 60 ] أردفه بعطف البيان للتمييز عن عاد إرم . { وَ } بعدما انقرضوا وانقهروا بما انقهروا أرسلنا { إِلَىٰ ثَمُودَ } حين ظهروا بالكفر والشقاق والانصراف عن منهج الرشاد باتخاذ الأوثان آلهة { أَخَاهُمْ صَالِحاً } لأنه أولى وأليق لإرشادهم وإهدائهم { قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي { لَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [ الإخلاص : 4 ] ولا تشركوا به شيئاً ؛ إذ { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ } موجد مظهر لكم من كتم العدم { غَيْرُهُ } بل { هُوَ } بذاته وأسمائه وأوصافه الذاتية والفعلية { أَنشَأَكُمْ } وأظهركم { مِّنَ ٱلأَرْضِ } بامتداد أظلال أسمائه ورش نوره { وَ } بعدما أظهرمك منها { ٱسْتَعْمَرَكُمْ } واستبقاكم { فِيهَا } ورباكم بأنواع اللطف والكرم عليها { فَٱسْتَغْفِرُوهُ } واسترجعوا إليه على ما فرطتم في حقه { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } مخلصين نادمين عسى أن يقبل منكم ويعفو عن زلاتكم { إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ } لكم يعلم توبتكم وإخلاصكم فيها { مُّجِيبٌ } [ هود : 61 ] يجيب دعوتكم ويعفو زلتكم . { قَالُواْ } بعدما سمعوا دعوته وتذكيره : { يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً } أي : مستشاراً ومؤتمناً ، واعتقدناك سيداً ذا رشد { قَبْلَ هَـٰذَا } الزمان فالآن صرت أخرق { أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا } أي : نهيتنا عن عبادة معبودات آبائنا { وَ } الحال أنه { إِنَّنَا لَفِي شَكٍّ } وترددٍ عظيم { مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ } من توحيد الإله المعبود بالحق وإبطال آلهتنا التي وجدنا آباءنا لها عابدين ، { مُرِيبٍ } [ هود : 62 ] ذي ريبة منتهية إلى كمال الارتياب ، مع أنك لم تأت ببينة معجزة تلجئنا إلى تصديقك .