Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 63-68)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ } أي : أخبروني { إِن كُنتُ } جئت لكم ملتبساً { عَلَىٰ بَيِّنَةً } واضحةٍ دالة على صدق ما ادعيت نازلةٍ { مِّن } عند { رَّبِّي } لتصديقي وتأييدي { وَ } الحال أني قد { آتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } نبوة ورسالة تامة ، مؤيدة بأنواع المعجزات { فَمَن يَنصُرُنِي } ويمنعني { مِنَ } عذاب { ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ } في تبليغ رسالته وإظهار ما أمرني بظهوره وأوصاني بنشره { فَمَا تَزِيدُونَنِي } حين ابتلائي وأخذ الله إياي بعصياني { غَيْرَ تَخْسِيرٍ } [ هود : 63 ] على تخسير وتخذيل على تخذيل . { وَ } بعدما آيس عن إيمانهم قال : { يٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } دالة على صدقي في دعواي وتأييد الله إياي { فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ } مسلمة بلا منع وإباء { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ } لأجل الماء والكلأ { فَيَأْخُذَكُمْ } ويلحقكم بعدما أصبتموها بسوء { عَذَابٌ قَرِيبٌ } [ هود : 64 ] أجله وحلولهن ، وبعدما ظهرت الناقة بين أظهرهم وأكلت كلأهم وشربت ماءهم فتضروا منها وشاوروا في أمرها وتقرر رأيهم إلى قتلها { فَعَقَرُوهَا } وهلوكها ظلماً وزوراً { فَقَالَ } صالح بعدما وقع الواقعة الهائلة : { تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ } أي : عيشوا فيها بعدما خالقتم حكم الله وآتيتم بما نهيتم { ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } الأربعاء والخميس والجمة ، فوادعوا فيها وتوادعوا ، واعلموا أن { ذٰلِكَ وَعْدٌ } أوحي إلى من ربي { غَيْرُ مَكْذُوبٍ } [ هود : 65 ] أي : غير منسوب إلى الكذب ، بل مصدق متيقن فلا تشكوا . { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } بالعذاب المهلك بعد انقضاء الأيام الثلاثة التي ظهرت فيها علاماته من اصفرار في وجوههم في اليوم الأول ، واحمرارها في الثاني ، واسودادها في الثالث { نَجَّيْنَا } من فضلنا وجودنا { صَالِحاً } الذي صلح نفسه وأصلح نفوسهم ، فمل يقبلوا إصلاحه ، بل أفسدوها بأنفهسم { وَ } نجينا أيضاً منهم { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } وصلحوا بإصلاحه { بِرَحْمَةٍ } نازلة { مِّنَّا } على قلوبهم ؛ ليوفقوا بها على قبول دعوته والإيمان به ، وبسبب إيمانهم نجوا من خزي النشاة الأخرى { وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ } أيضاً { إِنَّ رَبَّكَ } يا أكمل الرسل الموفق لهم على الإيمان والإذعان { هُوَ ٱلْقَوِيُّ } المحصور على القوة والقدرة ؛ إذ لا حول ولا وقة إلا به { ٱلْعَزِيزُ } [ هود : 66 ] الغالب على إمضائه وإنفاذه حيث أراد وشاء . { وَ } بعدما أنجاهم الله بلطفه { أَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أنفسهم بالعتو والفساد { ٱلصَّيْحَةُ } الهائلة التي وعدها الله لإهلاكهم { فَأَصْبَحُواْ } بعدما سمعوا الصيحة في أثناء الليل { فِي دِيَارِهِمْ } التي صاروا متمتعين فيها { جَاثِمِينَ } [ هود : 67 ] جامدين ميتين . { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ } ولم يسكنوا { فِيهَآ } أصلاً ، ونادى عند وقوع الواقعة الهائلة أصحاب الاعتبار والاستبصار : { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ } بكفران نعمه وتكذيب رسله { أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } [ هود : 68 ] ع سعة رحمة الحق في النشأة الأولى والأخرى . وبعدما انقرض أولئك الهالكون حدث بعدهم قوة لوط المبالغون في الغفلة القبيحة غقلاً ونقلاً ، المصرون عليها إلى أن أخذناهم بما أخذناهم .