Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 42-44)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ } يوسف { لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا } وهو الشرابي : { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } أي : اذكر حالي لملك عند ملاقاتك ، وقل له أن رجلاً سُجن بلا جرم صدر عنه ، وأوصاه به على طمع أن يستخلصه ويستكشف عن أمره ، ولم يستثن مع أن المناسب بحاله ورتبته العلية الاتكال على الله ، والتبتل نحوه بلا التفات إلى الغير أصلاً ، والرضا بما جرى عليه من القضاء ، والتصبر على هجوم البلاء وتزاحم المكروهات ، فضلاً عن أن يستعد بلا استثناء ، وذلك قبل الوحي { فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ } للناجي { ذِكْرَ رَبِّهِ } أي : ذكر حال يوسف عند الملك حين جلس في مجلسه وسقى له خمراً { فَلَبِثَ } وبقيى يوسف بسبب ترك الاستثناء والاستخلاص من المصنوع الأرذل الأنزل والاستعانة منه { فِي ٱلسِّجْنِ } بعد لبثه خمساً { بِضْعَ سِنِينَ } [ يوسف : 42 ] أي : سبعً بعد الخمس ؛ مجاراة عله وانتقاماً عنه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أخي يوسف لو لم يقل : اذكرني عند ربك لما لبث في السجن سبعاً بعد الخمس " . { وَ } بعدما لبث في السجن بضعاً هيأ سبحانه سبباً بأن { قَالَ ٱلْمَلِكُ } وهو ريان بن الوليد لأصحابه يوماً : { إِنِّيۤ أَرَىٰ } في المنام { سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَ } أرى أيضاً { سَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَ } سبعاً { أُخَرَ يَابِسَاتٍ } قد التففن على السبع الخضر فغلبن عليها ، من في ملكه من أهل التنجيم والتكهن وجميع العلماء والصلحاء وعرضها عليهم وقال : { يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي } في رؤياي ؛ أي : عبروها وأولوها { فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } [ يوسف : 43 ] إي : إن كنتم من أهل التعبير والصور والعبرة والاعتبار . فلما سمعوا قوله وتأملوا في رؤياه { قَالُوۤاْ } بأجمعهم متفقين : هذه { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي : أباطيل صورتها المتخلية وخالطتها تخليطاً إلى حيث لا يقبل التعبير والتأويل أصلاً { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ } الباطلة { بِعَالِمِينَ } [ يوسف : 44 ] معبرين .