Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-3)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤمۤر } أيها الإنسان الكامل اللبيب اللائق لملا حظه رموز آثار التوحيد اللائح عن غرته الغراء مقتضيات لوامع الرشد والرضا عما جرى عليه القضاء { تِلْكَ } السورة المنزلة إليك { آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } الجامع للكتب المنزلة أي : من جملة آياته { وَ } أيضاً { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ } قبل نزولها { مِن رَّبِّكَ } من الآيات النازلة كلها { ٱلْحَقُّ } المطابق للواقع ، النازل من عند الحكيم العليم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } لانهماكهم في الغفلة والنسيان { لاَ يُؤْمِنُونَ } [ الرعد : 1 ] أي : لا يصدقون ولا يعتقدون بحقيته وحقية منزله . وكيف لا يعتقدون حقيته أولئك الحمقى المعاندون ؛ إذ هو { ٱللَّهُ } المبدئ المبدع الرفعي البديع { ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ } أي : العلويات معلقاً { بِغَيْرِ عَمَدٍ } واسطين يعتمدون عليها ظاهراً كما { تَرَوْنَهَا } في بادئ النظر ؛ لتكون أسباباً ووسائل للسفليات { ثُمَّ } لما رفعها وصور بها على أبلغ النظام وأبدعها { ٱسْتَوَىٰ } باسمه الرحمن { عَلَى ٱلْعَرْشِ } أي : على عروش جميع الكائنات بالإظهار والإبرار وأنواع التدبيرات والمتعلقة لحفظها وبقاء نظامها { وَسَخَّرَ } من بينها { ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } لتتميم التدبير { كُلٌّ } منها { يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى } أي : يدور دورة معينة شتاءً وصيفاً ، ربيعاً وخريفاً ، لإصلاح ما يتعلق بمعاشهم وحفظهم ، وبالجملة : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } على ما ينبغي ويليق بلا فتور وقصور { يُفَصِّلُ } لكم { ٱلآيَاتِ } ويوضح لكم الدلائل والشواهد الدالة على توحيده { لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } [ الرعد : 2 ] أي : رجاء أن تتفطنوا وتتيقنوا بموجودكم ومربيكم . { وَ } كيف لا تتفطنون أيها المجبولون على فطرة الفنطنة والذكاء { هُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ } وفرشها مبسوطة { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ } وجبالاً شامخات ؛ لتكون أوتاداً لها { وَأَنْهَاراً } منتشئة منها ، جارية على وجه الأرض ؛ لإثبات ما تقتاتون وتتقوتون بها { وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } لتكون سبباً لدوامها وبقائها ولإنضاجها وإصلاحها { يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ } أي : يلبس الليل بالنهار لتسكين البرودة ، والنهار بالليل ؛ لتسكين الحرارة ؛ ليحصل الاعتدال في طبيعة الهواء المنضج { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } الحكم والتدابير { لآيَاتٍ } دلائل واضحاتٍ وشواهد لائحات { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [ الرعد : 3 ] ويتأملون في حكم الصانع الحكيم والمدبر العليم .