Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 221-223)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } من جملة الأحكام الموضوعة لإصلاحكم أن { لاَ تَنْكِحُواْ } أيها المؤمنون النساء { ٱلْمُشْرِكَاتِ } الكافرات { حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ } لئلا يختلط ماؤكم بمهائن ، وليوجد الولد على فطرة الإسلام { وَ } اعلموا أيها المؤمنون { لأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ } لكم أن تنكحوها { خَيْرٌ مِّن } حرةٍ { مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ } مالها وجمالها { وَلاَ تُنْكِحُواْ } أيتها المؤمنات { ٱلْمُشِرِكِينَ } الكافرين { حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ وَ } اعلمن أيتها المؤمنات { لَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ } لنكاحكن { خَيْرٌ مِّن } حرٍ { مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } ماله وجماله ؛ إذ لا كفاءة بين المؤمن والكافر { أُوْلَـٰئِكَ } المشركون والمشركات { يَدْعُونَ } أي : يريدون دعوتكم { إِلَى ٱلنَّارِ } المتفرعة على شركهم وكفرهم { وَٱللَّهُ } الهادي لكم إلى اختلاط المؤمنين والمؤمنات ، الحافظ لمكافأتكم في النكاح والإنكاح { يَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ } المتفرعة على الإيمان والتوحيد { وَٱلْمَغْفِرَةِ } المسلتزمة لدفع الآثام والمعاصي { بِإِذْنِهِ } بتوفيقه وإقداره { وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ } أي : أحكامه وآدابه وأخلاقه في كتابه { لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [ البقرة : 221 ] رجاء أن يتذكروا ويتعظوا بها ليهتدوا إلى زلال التوحيد . { وَيَسْأَلُونَكَ } أيضاً { عَنِ ٱلْمَحِيضِ } روي أن أهل الجاهلية كانوا لم يسكانوا لحيِّض ولم يؤاكلوها كفعل اليهود والمجوس ، واستمر ذلك إلى أن سألوا أبا الدحداح مع جمع من الصحابة عن ذلك فنزلت : { قُلْ هُوَ أَذًى } مؤذٍ يتأذى منه من يقربه { فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ } بالإتيان والوقاع لا بالمصاحبة والمخالطة والمؤاكلة { حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُ } قاصدين فيه حكمة إبقاء نوع الإنسان المستخلف عن الله { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ } عن الميل إلى خلاف ما أمر الله به { وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ } [ البقرة : 222 ] عن الأناس الظاهرة والباطنة . { نِسَآؤُكُمْ } أيها المؤمنون { حَرْثٌ لَّكُمْ } أي : موضع حراثتكم ومحل إتيانكم { فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ } مقبلين أو مدبرين ، روي أن اليهود كانوا يقولون : من جامع امرأته من جانب دبرها كان ولده أحول ، رد الله عليهم بهذه الآية { وَقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُمْ } أيها المستكشفون عن سرائر الأمور من الحكم والأسرار المودعة في التلذذ والنزول والانبعاث والشوق والانتعاش ، وأنواع الكيفيات المستحدثة عند الوقاع لإيجاد النسل وإبقاء النوع ، ولا تغفلوا عن سرائره ، ولا تطمئوا بمجرد قضاء الشهوة كالحيوانات العُجم { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } عن الخيانة والخباثة ، والإتيان إلى غير المآتي المأمورة في الشرع ، وغير ذلك من المحظورات المسقطة لحرمات الله الواقعة في أمر الجماع والاجتماع ؛ إذ هو منزلة إقدام أولي الأحلام من عظماء الأنام { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ } بأجمعكم { مُّلاَقُوهُ } سبحانه فتزودوا بزادٍ يليق بجانبه { وَبَشِّرِ } يا أكمل الرسل { ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ البقرة : 223 ] القائمين بحدود الله ، المحافظين عليها دائماً ، الخائفين من خشية الله ، الراجين من رحمة الله بأن لهم عند ربهم روضة الرضاء وجنة التسليم .