Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 224-227)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } من جملة الأخلاق المنزلة لكم أن { لاَ تَجْعَلُواْ } اسم { ٱللَّهَ عُرْضَةً } وجهةً ومعرضاً { لأَيْمَانِكُمْ } المتعلقة بكل دني خسيس وحقٍ وباطل ؛ أي : لا تكثروا الحلف بالله في الأمور ؛ إذ أنتم بشريتكم ما تخلون عن شوب الكذب والبطلان ، ما لكم والتلفظ باسم الحق الحقيق الحقية لترويج الأمور المزخرفة بالباطلة { أَن تَبَرُّواْ } افعلوا الخيرات وواظبا على الطاعات ، وتوجهوا إلى الله في عموم الأوقات وشمول الحالات { وَ } إن أردتم أن { تَتَّقُواْ } اجتنبوا عن المحظورات ، واحذروا عن المحرمات ، وارجعوا نحو ربكم بإسقاط الإضافات { وَ } إن أردتم أن { تُصْلِحُواْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } تلييناً لقلوبهم ، ادعوهم إلى التوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أقوم { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لإيمانكم { عَلِيمٌ } [ البقرة : 224 ] بنياتكم فيجازيكم على مقتضى علمه بحالكم ، هذا في الأيمان المثبتة للوقائع والأحكام ، المقاربة للقصد والإرادة . وأما الإيمان الجارية على ألسنة العوام بلا إثبات ونفي ، بل على سبيل الاتفاق فمما يُعفى عنه ، فلذلك قال سبحانه : { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱلَّلغْوِ } الواقع { فِيۤ أَيْمَانِكُمْ } بلا قصد وإرادةٍ { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } بواسطة الأيمان الكاذبة من الأمور الباطلة التي لا تطابق الواقع ، فلبستم فيها وأثبتهم بها { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لكم لو تبتم ورجعتم إليه عما كسبتم من الآثام { حَلِيمٌ } [ البقرة : 225 ] بالانتقام رجاء أن يتوبوا عنها . ثم قال سبحانه : { لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ } أي : يحلفون أن يمتنعوا { مِن } وقاع { نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ } أي : يلزم عليم الانتظار إلى أن تنقضي مدة أربعة أشهر { فَإِنْ فَآءُو } أي : رجعوا في هذه المدة عن الحلف بأن جامعوا معهن ، حنثوا { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } بحنثهم يتجاوز عنهم بالكفارة { رَّحِيمٌ } [ البقرة : 229 ] لهم بإبقاء النكاح بينهم . { وَإِنْ عَزَمُواْ ٱلطَّلاَقَ } بلا حنث الحلف { فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } يسمع منهم الطلاق { عَلِيمٌ } [ البقرة : 227 ] بنفرة قلوبهم منهن .