Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 246-247)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } الذين كانوا معرضين عن القتال في حياة موسى - صلوات الله عليه - كيف اضطروا إليه { مِن بَعْدِ } وفاة { مُوسَىۤ إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ } هو يوشع أو شمعون أو أشمويل حين ظهرت العمالقة عليهم ، وخربوا ديارهم ونهبوا أموالهم وأسروا أولادهم : { ٱبْعَثْ } عيِّن { لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ } مع أعداء الله { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ } أي : أتوقع جبنكم وتقاعدكم { إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ } من عند الله { أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ } أي : أيُّ شيء عرض لنا { أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا } بسبب ترك القتال ، لو لم نقاتل بعد لاستؤصلنا بالمرة { فَلَمَّا كُتِبَ } فُرض { عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ } أعرضوا عنه { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } ثلاثمائة وثلاثة عشر بعدد أهل بدر { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } [ البقرة : 246 ] المجاوزين عن أوامره . { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ } بإلالهام لله ووحيه { إِنَّ ٱللَّهَ } المدبِرّ لأموركم { قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ } من المرتجلات العجمية { مَلِكاً } يولي أموركم ويقاتلك مع عدوكم { قَالُوۤاْ } مستكبرين مستنكرين : { أَنَّىٰ } من أين { يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا } وهو من سفلة الناس ، كيف يستأهل هذا المنصب ؟ { وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَ } الحال أنه { } لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ حتى يقوى به ، وإنما استحقروه ؛ لأنه كان فقيراً راعياً أو سقَّاء أو دباغاً ، وكان من أولاد بنيامينن ، ولم يكن في أولاده النبوة والملك ، إنما كانت النبوة في أولاد لاوي والملك في أولاد يهوذا ، وكان فيهم من أسباطهما خلق عظيم . { قَالَ } لهم نبيهم : { إِنَّ ٱللَّهَ } المعز لأذلة عباده { ٱصْطَفَاهُ } واختاره للملك { عَلَيْكُمْ } مع فقره وسقوط نسبه { وَ } بعدما اختاره { زَادَهُ بَسْطَةً } حيطة وشمولاً { فِي ٱلْعِلْمِ } المتعلق لتبدير المملكة { وَ } قوة عظيمة في { ٱلْجِسْمِ } لمقاومة العدو ومدافعته { وَٱللَّهُ } المدبر لمصالح عباده { يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ } من عباده على مقتضى علمه منهم وحكمته من غير التفات إلى فقرهم ونسبهم { وَٱللَّهُ } الحكيم العليم { وَاسِعٌ } في فضله وإحسانه { عَلِيمٌ } [ البقرة : 247 ] في حكمه وعدله ، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، بلا سسبق علل وأغراض .