Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 1-6)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ طسۤمۤ } [ القصص : 1 ] يا طالب السعادة المؤبدة المخلدلة ، ويا طيب الطينة ، وسالم السر والسريرة المنيرة ، المقدس عن المكدرات الطبيعية المورثة لأنواع الجهالات الضلالات المنافية لصفاء مشرب التوحيد . { تِلْكَ } الآيات المتلوة عليك يا أكمل الرسل من هذه الصورة الحاكية عن قصص إخوانك من الأنبياء والرسل - صلوات الله عليهم أجمعين - { آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } [ القصص : 2 ] أي : نبذ مما ثبت في لوح القضاء وحضرة العلم الإلهي الظاهر إحاطته وشموله لجميع ما لاح عليه شروق شمس الوجود . { نَتْلُواْ عَلَيْكَ } ونحكي لك يا أكمل الرسل { مِن نَّبَإِ } أخيك { مُوسَىٰ } الكليم { وَفِرْعَوْنَ } المستكبر المستعلي ، المفرط في العتو والعناد ، إنما أنزلته إليك هذا ملتبساً { بِٱلْحَقِّ } المطابق للواقع مع كونك خال الذهن عنه وعن أمثاله ؛ لكونك أمياً لا تقدر على مطالعة كتب التواريخ ؛ وإنما أنزلناه لتكون آية ودليلاً لك على صدك في دعواك { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ القصص : 3 ] ويصدقون رسالتك ونبوتك . وذكل { إِنَّ فِرْعَوْنَ } المفسد المسرف { عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } أي : أرض مصر ، وترقى أمره إلى حيث تفوه بأنا ربكم الأعلى { وَ } من كمال علوه واستكباره { جَعَلَ أَهْلَهَا } أي : أهل مصر ومن يسكنون حولها { شِيَعاً } أي : فرقاً وأحزاباً يشايعونه لدى الحاجة ويزدحمون عليه عند الإرادة طوعاً وكرهاً . وبعدما رأى فرعون في منامه ليلاً أن ناراً تخرج من دور بني إسرائيل ، وتقع على داره وتحرقها وما حولها من ور القبط ، ولم تضر بدور بني إسرائيل أصلاً فأصبح ، وأمر بإحضار الكاهن العليم ، فاستعبر منه الرؤيا فقال الكاهن : سيخرج من بني إسرائيل رجل يستولي عليك ، ويستأصلك ومن معك ، وبعدما سمع من الكاهن ما سمع صار { يَسْتَضْعِفُ } ويضعف { طَآئِفَةً مِّنْهُمْ } هي بنو إسرائيل ، وبالغ في إضعافهم إلى حيث { يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ } أي : أمر الشرطة أن يقتلوا من ولد منهم ذكراً ؛ لئلا يتقووا على قتاله ، ولم يحدث بينهم من أخبر به الكاهن { وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } ليتزوجهن القبط ظلماً ويزدادوا ويلحق العار والصغار على بني إسرائيل ، وبالجملة : { إِنَّهُ كَانَ مِنَ } أعظم { ٱلْمُفْسِدِينَ } [ القصص : 4 ] في الأرض ، يريد أن يظهر على الله بقتل ما أوجده سبحانه عتواً واستكباراً . { وَ } بعدما بالغ في الإفساد والعناد ، وتمادى في الجور والفساد زماناً { نُرِيدُ } بمقتضى جودنا وسعة رحمتنا { أَن نَّمُنَّ } منة عظيمة { عَلَى } عبادنا { ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي : أرض العمالقة ، وهم بنو إسرائيل الأُسراء المظلمون في أدي القبط { وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً } قدوة كراماً متبوعين بعدما كانوا أتباعاً أذلاء صاغرين { وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ } [ القصص : 5 ] من ظالميهم ، يرثون منهم أرضهم وديارهم وأموالهم . { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ } أي : نقررهم ونوطنهم { فِي ٱلأَرْضِ } أي : أرض مصر والشام بعدما كانوا مضطرين متزلزلين { وَنُرِيَ } بمقتضى قهرنا وجلالنا { فِرْعَوْنَ } المفرط في العتو والعناد { وَ } ظهيره { هَامَانَ } المفتخر على أهل الزمان بنيابته ووزارته { وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ } أي : بني إسرائيل { مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ } [ القصص : 6 ] منه ، وهو ظهور مولود منهم يذهب به دولة القبط ، وصار سبباً لهلاكهم بالمرة .