Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 125-129)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أوحى إ ليك بأن قلت : { بَلَىۤ } يكفيكم هذا القدر ، أن تستغيثوا وتستلجئوا إلى الله ؛ رغباً وترهيباً من العدو ، ولكن { إِن تَصْبِرُواْ } في مقابلتهم ومقاتلتهم { وَتَتَّقُواْ } عن الاستدبار والانهزام ، وتصيروا فرَّارين ، كرارين مراراً ، طالبين رضا الله وإمضاء حكمه ، وإنفاذ قضائه ، يزيد عليكم { وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا } أي : ساعتهم الحاضرة التي هي هذه { يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ } أجراً ؛ لصبركم وتقواكم { بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ } [ آل عمران : 125 ] معلمين ، معلومين ، ممتازين عن البشر . { وَ } اعلموا أيها المؤمنين { مَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ } الهادي لعابده إلى زلال توحيده ، أمثال هذه الإمدادات والإرهاصات الواردة في أمثال هذه الوقائع { إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ } يبشركم بمقام التوكل والتفويض والرضا والتسليم { وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ } أي : لتكونوا مطمئنين بالله ، فانين ببقائه { وَ } اعلموا أيضاً { مَا ٱلنَّصْرُ } والانهزام { إِلاَّ } مقدرين { مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } العليم العلام { ٱلْعَزِيزِ } القادر والغالب على الإنعام والانتقام { ٱلْحَكِيمِ } [ آل عمران : 126 ] المتقن في فعله على أتم الوجه ، وأكمل النظام . وإنما جعله وبشر به { لِيَقْطَعَ } وليستأصل { طَرَفاً } جملة وجماعة { مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } أعرضوا عن طريق التوحيد ، فينهزم الباقون { أَوْ يَكْبِتَهُمْ } أي : يخزيهم ويرديهم { فَيَنقَلِبُواْ } جميعاً { خَآئِبِينَ } [ آل عمران : 127 ] خاسرين ، نادمين . وإذا كان الكل من عند الله العزيز الحكيم { لَيْسَ لَكَ } يا أكمل الرسل { مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } أي : شيء من أمورهم ، بل الأمر كله لله ، فله أن يفعل معهم ما شاء وأراد ، إما أن يستأصلهم { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } توبة تنجيهم من أنانيتهم { أَوْ يُعَذِّبَهُمْ } دائماً ؛ جزاء لظلمهم وكفرهم { فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } [ آل عمران : 128 ] مستقرون على الظلم ما داموا في الحياة الدنيا . { وَ } كيف لا تكون أمورهم مفوضة إلى الله ؛ إذ { للَّهِ } خاصة مستقلة بلا مزاحم ومشارك { مَا } ظهر { فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا } ظهر { فِي ٱلأَرْضِ يَغْفِرُ } يستر { لِمَن يَشَآءُ } جريمة المخالفة لطريق التوحيد بعد رجوعه وإنابته إليه سبحانه { وَيُعَذِّبُ } بها { مَن يَشَآءُ } في جهنم البعد والخذلان { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لمن تاب واستغفر { رَّحِيمٌ } [ آل عمران : 129 ] لمن استحى وندم .