Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 19-20)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلدِّينَ } القيوم والشرع المستقيم المقبول المرضي { عِندَ ٱللَّهِ } الهادي للعباد إلى طريق الرشاد هو { ٱلإِسْلاَمُ } المنزل من عنده إلى خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم { وَمَا ٱخْتَلَفَ } المعاندون المنكرون لدين الإسلام من { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أي : اليهود والنصارى { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } اليقيني في كتبهم المنزلة من عند الله بأنه سيظهر النبي الحق ، والدين الحق الناسخ لجميع الأديان السابقة ، وعلموا حين ظهوره حقيته بالدلائل والعلامات المبينة في كتابهم ، ومع ذلك ينكرونه { بَغْياً } حسداً ثابتاً { بَيْنَهُمْ } ناشئاً من طلب الرئاسة والاستكبار والعتو الإصرار { وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بأمثال هذه الأباطيل المموهة يجازيهم على كل منها بلا فوت شيء { فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [ آل عمران : 19 ] لا ي عزب عن علمه شيء ، شديد العقاب لمن أنكر آياته بعد ظهور حقيتها . { فَإنْ حَآجُّوكَ } جادلوك يا أكمل الرسل بعد ظهور حقية دينك وكتابك عندهم مكابرة وعناداً ، لا تجادل معهم بل أعرض عنهم { فَقُلْ أَسْلَمْتُ } أي : فوضت وسلمت أمري في ظهور ديني ، ووجهت : { وَجْهِيَ } صورتي المخلوقة على صورة الله المستجمع للكل { للَّهِ } ظاهراً وباطناً { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } فعليهم الانقياد والتسليم إلى الله في جميع الأمور { وَقُلْ } يا أكمل الرسل إمحاضاً للنصح { لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } أي : اليهود والنصارى { وَٱلأُمِّيِّينَ } الذين لا يأتيهم الكتاب والدعوة : { أَأَسْلَمْتُمْ } بدين الإسلام المبين لتوحيد الله كما أسلمت أنا ومن اتبعني بعدما ظهر لكم دلائل حقيته ، أم لم تسلموا بغياً وعناداً ؟ { فَإِنْ أَسْلَمُواْ } بعد دعوتك وعرضك لهم طريق الهداية { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } إلىطريق الحق كما اهتديت أنت ومن تبعك { وَّإِن تَوَلَّوْاْ } أعرضوا عن دعوتك عناداً واستكباراً { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ } أي : لم يضروك بإعراضهم بل ما عليك من حسابهم من شيء ، ولا عليهم من حسابك من شيء ، فأعرض عنهم { وَٱللَّهُ } المحيط بهم وبضمائرهم { بَصِيرٌ } خبير { بِٱلْعِبَادِ } [ آل عمران : 20 ] وأحوالهم وأعمالهم ، يجازيهم على مقتضى علمه وخبرته .