Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 35-36)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ } المسلّمين المخصلين ، المفوضين أمورهم كلها إليه سبحانه { وَٱلْمُسْلِمَاتِ } المفوضات المخلصات { وَٱلْمُؤْمِنِينَ } الموقنين الموحدين { وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } الموقنات الموحدات { وَٱلْقَانِتِينَ } الخاضعين ، المتذللين مع الله في جميع الطاعات والعبادات ، بل في جميع الحالات { وَٱلْقَانِتَاتِ } الخاضعات الخاشعات { وَٱلصَّادِقِينَ } في جميع الأقوال ، المخلصين في جميع الأحوال والأعمال { وَٱلصَّادِقَاتِ } أيضاً كذلك { وَٱلصَّابِرِينَ } فلي البأساء والضراء لجميع ما جرى عليهم من القضاء { وَٱلصَّابِرَاتِ } أيضاً كذلك { وَٱلْخَاشِعِينَ } المتواضعين ، المتضرعين نحو الحق بجوائجهم وجوارحهم { وَٱلْخَاشِعَاتِ } أيضاً كذلك { وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ } بما عندهم من فواضل الصدقات طلباً لمرضات الله ، وهرباً من سخطه { وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ } أيضاً كذلك . { وٱلصَّائِمِينَ } الممسكين نفوسهم مطلقاً عما لا يرضى عنه سبحانه { وٱلصَّائِمَاتِ } الممسكات أنفسهم كذلك { وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ } عن أمارات الزنا ، ومقدما السفاح مطلقاً { وَٱلْحَافِـظَاتِ } أيضاً { وَٱلذَّاكِـرِينَ } المشتغلين بذكر الله باللسان والجنان والأركان { ٱللَّهَ } باسمه الجامع الشامل لجميع الأسماء والصفات لا على سبيل التعديد والإحصاء ، ولا في جين دون حين ، بل { كَثِيراً } مستوعباً لجميع الأعيان والأزمان ، والأوقات والحالات { وَٱلذَّاكِرَاتِ } أيضاً كذلك { أَعَدَّ ٱللَّهُ } المصلح لأحوالهم ، المطلع لما جرى في ظهورهم وبواطنهم ن الإخلاص على وجه التذلل والانكسار { لَهُم } أي : لهؤلاء المتصفين بالصفات المرضية ، والأخلاق المحمودة المقبولة عند الله { مَّغْفِرَةً } ستراً وعفواً لما صدر عنهم من الصغائر هفوةً ، ومن الكبائر أيضاً بعدما تابوا عنها ، وأخلصوا في التوبة والإنابة على وجه الندامة { وَأَجْراً } جزيلاً جميلاً لصالحات أعمالهم { عَظِيماً } [ الأحزاب : 35 ] بأضعاف ما استحقوا بحسناتهم تفضلاً عليهم وامتناناً . ثمَّ لمَّا أراد رسول الله أن يزوج بنت عمته التي هي أميمة بنت عبد المطلب ، المسماة زينب بنت جحش لزيد بن الحارثة الذي هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتيقه ، فأبت هي وأمها أميمة ، وأخوها عبد الله بن جحش ، فأعرضوا عن تزويجها إليه ، ولم يختاروا ؛ لئلا يلحق العار عليهم من تزويج الشريفة بالمولى ، فنزلت : { وَمَا كَانَ } يعني : ما صحَّ وجاز { لِمُؤْمِنٍ } أي : لواحد من المؤمنين { وَلاَ مُؤْمِنَةٍ } واحدة من المؤمنات بعدما أخلصوا الإيمان بالله ورسوله أن يتخلفوا عن حكمهما أصلاً ، سيما { إِذَا قَضَى ٱللَّهُ } الحكيم المتقن في أفعاله . { وَ } نفذ { رَسُولُهُ أَمْراً } من الأمور المقضية ، وحكماً من الأحكام المبرمة { أَن يَكُونَ } ويبقى { لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } أي : الاختيار والترجيح بأن يختاروا { مِنْ أَمْرِهِمْ } المحكوم به ، المقضي عليه شيئاً يخالف الحكم الواقع منهما أو يوافقه ، بل لهم ؛ أي : يطيعوا وينقادوا لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو حكم الله حقيقة { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } بتغيير ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وادعاء الاختيار في المأمور به { فَقَدْ ضَلَّ } عن طريق الهداية { ضَلاَلاً مُّبِيناً } [ الأحزاب : 36 ] وانحرف عن منهج الصواب والرشاد انحرافاً عظيماً ، وبعدما نزلت الآية رضيت زينب وأمها وأخوها ، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكحها على زيد .