Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 41-46)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } أيضاً { آيَةٌ } عظيمة منا إياهم { لَّهُمْ } أي : يتسدلون بها أيضاً على كمال قدرتنا ، ويواظبون على شكر نعمتنا ، وتلك الآية { أَنَّا } من كمال تربيتنا وتدبيرنا إياهم { حَمَلْنَا } أولاً عند طوفان نوح عليه السلام { ذُرِّيَّتَهُمْ } أي : آباءهم وأسلافهم ، فإن اسم الذرية كما يطلق على الأبناء يطلق على الآباء أيضاً باعتبار أنهم كانوا أبناء لآباء أخر { فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } [ يٍس : 41 ] المملوء منهم ومن سائر الحيوانات التي لا تعيش في الماء عناية منا إياهم وإبقاء لنسلهم . { وَخَلَقْنَا لَهُمْ } أي : قدرنا وجعلنا لهم اليوم منا إياهم { مِّن مِّثْلِهِ } أي : سقنا من جنسة ، وهو { مَا يَرْكَبُونَ } [ يس : 42 ] في متجارهم وأسفارهم في البحر . { وَإِن نَّشَأْ } إفنائهم واستئصال نوعهم بالمرة { نُغْرِقْهُمْ } بالطوفان { فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ } أي : لا مغيث لهم حنيئذ ينصرهم وينجيهم من الغرق { وَلاَ هُمْ } بأنفسهم { يُنقَذُونَ } [ يس : 43 ] وينجون من تلك المهلكة . { إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا } أدركتهم وأنجتهم من الغرق { وَ } أملهناهم أيضاً بعد إنجائنا إياهم { مَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ } [ يس : 44 ] أي : تمتيعاً لهم ولأخلاقهم وذرياتهم إلى قيام الساعة كي نختبرهم ، هل يصلون إلى ما جبلوا لأجله من المعرفة والتوحيد والهداية والإيمان مع أنا أرسلنا إليهم الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين ؟ ! . { وَ } هم - أي : أسلافهم - مثل هؤلاء الضالين { إِذَا قِيلَ لَهُمُ } إصلاحاً لأحوالهم { ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } مما جرى على أسلافكم من الوقائع الهائلة والنوائب الشديدة السالفة ، والواصلة إليهم بشئوم مفاسدهم وطغيانهم على الله وعلى أنبيائه ورسله بالخروج عن إطاعتهما وانقيادهما { وَ } احذروا عن { مَا خَلْفَكُمْ } من العذاب الموعود لعصاة العباد ، المتمردين على ربقة العبودية وصراط التوحيد ، الضالين عن جادة السلامة بترك مقتضيات الحدود الإلهية { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ يس : 45 ] من عند الله بتقواكم عن محارمه ومحظوراته . { وَ } هم أيضاً أمثالكم أيها المفرطون في الإعراض عن الحق في سبيله ، بل { مَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ } مشيرة لهم إلى ما يعينهم ويليق بحالهم ، رادعة عما لا يعنيهم { مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ } الصادرة عن محض الحكمة والعدالة { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } [ يس : 46 ] مكذبين لها ، مستهزئين بمن جاء بها أمثالكم .