Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 47-50)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } هم أيضاً من كمال قسوتهم وبغيهم أمثالكم { إِذَا قِيلَ لَهُمْ } إمحاضاً للنصح وتنبيهاً لهم على حض الخير : { أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله } من فواضل نعمكم إلى الفقراء الفاقدين لها ؛ لتتصفوا بالكرم وتفوزوا بمرتبة الإيثار { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وكذبوا منهم بآيات الله بعدما سمعوا الأمر الإلهي الوارد على الإنفاق من ألسن المؤمنين { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } إلى المصدقين الممتثلين بأوامر الله ونواهيه إيماناً واحتساباً على سبيل الإنكار والاستبعاد : { أَنُطْعِمُ } أي : تأمروننا أيها الجاهلون الضالون أن نعطي ونطعم { مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ } القادر المقتدر على إطعام عباده جملة { أَطْعَمَهُ } وبعدما لم يشأ مع قدرته لم يطعمهم ، فأنتم من تلقاء أنفسكم تأمروننا بالإطعام ، وبالجملة : { إِنْ أَنتُمْ } أي : ما أنتم بدينكم وأمركم بما لا يشاء ولا يرضى منه سبحانه { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [ يس : 47 ] وغواية عظيمة ظاهرة ، ادعيتم الإيمان بالله ، وأمرتم بخلاف مشيئته وإرادته . { وَ } مهما سمعوا من المؤمنين أمثال هذه الأوامر الجالبة لروح الله ورحمته في اليوم الموعود { يَقُولُونَ } على سبيل الاستهزاء والتهكم : { مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ } الذي أوعدنا به ، عينوا لنا وقته { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ يس : 48 ] في دعواكم ، يعنون بها صلى الله عليه وسلم وأصحابه . ثم قال سبحانه في جواب هؤلاء الضالين المبطلين : { مَا يَنظُرُونَ } وينتظرون هؤلاء المنكرون المعاندون { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } هائلة { تَأْخُذُهُمْ } بغتة { وَهُمْ } حين وقوعها { يَخِصِّمُونَ } [ يس : 49 ] أي : يختصمون ويتخاصمون بعضهم مع بعض في العقود والمعاملات . ومتى فاجأتهم الصيحة الفظيعة الفجيعة { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } ولا يقدرون { تَوْصِيَةً } وإيصاءً كما هو المعروف بين الناس في حال النزع ؛ أي : لا يمهلهم الفزع المهلك مقدار أن يأتوا بالوصية { وَلاَ } يمهلهم أيضاً { إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } [ يس : 50 ] أي : ينقلبون إلى بيوتهم ، ويتكلمون مع أهليهم .