Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 100-101)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن يُهَاجِرْ } عن بقعة الإمكان التي هي أرض الطبيعة سالكاً { فِي سَبِيلِ اللَّهِ } الذي هو الصراط المستقيم الموصل إلى الفناء فيهن ، متوجهاً إلى الفوز ببقائه الأزلي السرمدي { يَجِدْ فِي ٱلأَرْضِ } أرض الطبيعة { مُرَٰغَماً كَثِيراً } أي : بوادي وأودية من اللذات الوهمية ، كثر وقوفه فيها إلى أن ينجو { وَ } يجد أيضاً { سَعَةً } مخرجاً من تلك المضائق حسب إخلاصه في سلوكه إلى أن يفوز بمطلوبه { وَ } بالجملة : أن { مَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ } أي : هويته الباطلة في نفسها حال كونه { مُهَاجِراً إِلَى } توحيد { ٱللَّهِ وَ } متابعة { رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ } الإرادي فمات عن لوازم البشرية مطلقاً { فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ } كما قال سبحانه في الحديث القدسي : " من أحبني أحببته ، ومن أحببته قتلته ، ومن قتلته فعلي ديته ، ومن علي ديته فأنا ديته " . من هذا تفطن العارف أن ليس وراء الله مرمى ، وإياك أن تتقيد بهويتك ولوازمها ، ومتى تخلصت عنها وعن لوازمها وصلت ، بل اتصلت { وَكَانَ ٱللَّهُ } المرشد لعباده إلى توحيده { غَفُوراً } لذنوب أنانيتهم وهيتهم { رَّحِيماً } [ النساء : 100 ] لهم يوصلهم إلى ما يتوجهون نحو . ثم قال سبحانه : { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ } سافرتم { فِي ٱلأَرْضِ } لا لمعصية ، بل لمصلحة دينية من تجارة وغزو وحج وصلة وطلب علم ، وغير ذلك { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } ضيق وزر { أَن تَقْصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَٰوةِ } الرباعية ركعتين { إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } بالاحتيال والاغتيال { إِنَّ ٱلْكَافِرِينَ كَانُواْ } دائماً { لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً } [ النساء : 101 ] ظاهر العداوة مترصدين للفرصة .