Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 97-99)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } وهم الذين بقوا في مكة ، ولم يهاجروا مع رسول الله ولا بعده ، فاستزلهم العدو ، وأخرجوهم إلى قتال رسول الله يوم بدر ، فقتلهم الملائكة حين إمدادهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم { ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ } بتوطينها بين العدو مع القدرة على الهجرة ، مع أنه حينئذ لا يقبل منهم الإيمان بلا هجرة ، ثم نسخ بعد الفتح لذلك قال عليه السلام : " لا هجرة بعد الفتح " { قَالُواْ } أي : الملائكة لهم حين أظهروا الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم { فِيمَ كُنتُمْ } في أي أمر وشأن من دينكم مع كونكم بين أعداء الله ورسوله ؟ { قَالُواْ } في جوابهم معتذرين : { كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ } محبوسين { فِي ٱلأَرْضِ } أرض العدو حين استزلونا وأخرجونا إلى قتال رسول الله { قَالْوۤاْ } أي : الملائكة موبخين لهم مقرعين تبكيتاً والزاماً : { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا } مع كونكم غير ملجئين على القعود { فَأُوْلَـٰئِكَ } البعداء المداهنون مع الأعداء المظاهرين لهم { مَأْوَاهُمْ } ومثواهم { جَهَنَّمُ } البعد عن جوار الله وسعة رحمته { وَسَآءَتْ } جهنم { مَصِيراً } [ النساء : 97 ] مآباً ومتقلباً لهم . { إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ } الذين استضعهم المرض أو الهرم أو عدم المكنة { وَٱلنِّسَآءِ } لأنهن لسن متكلفات بالهجرة إلا مع أزواجهن { وَٱلْوِلْدَانِ } وهم ليسوا من أهل التكليف ، وبالجملة : المستضعفون هم الذين { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً } أي : لا يقدرون على إحداث حيلة تنجيهم عن أعدائهم { وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } [ النساء : 98 ] يوصلهم إلى أوليائهم حتى يهاجروا . { فَأُوْلَـٰئِكَ } المضطربون في أمر الهجرة المستضعفون في يد العدو { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ } أي : يمحو عن صحائف أعمالهم زلتهم الاضطرارية ، ويغفر ذنوبهم كسائر المؤمنين إن كانوا مخلصين في الإيمان { وَكَانَ ٱللَّهُ } المطلع لسرائر عباده ونيابتهم { عَفُوّاً } لمن أخلص { غَفُوراً } [ النساء : 99 ] لمن تاب ورجع .