Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 106-109)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ } من رمي البرئ ، والميل إلى الخائن { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع لضمائر عباده { كَانَ غَفُوراً } لمن استغفر له { رَّحِيماً } [ النساء : 106 ] لمن أخلص في استغفاره . نزلت في طعمة بن أبيرق من بني ظفر ، سرق درعاً من جاره قتادة بن النعمان ، هو في جراب دقيق ينثر من خرق فيه ، وأودعها عند زيد بن السهني اليهودي ، فلما وقف قتادة ظن أنه عند طعمة وطلب منه ، فأنكر وتفحص في بيته ولم يجد ، وحلف ما أخذها وما له بها علم وخبر ، فتركه واتبع أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي ، فوجدها في بيته ، وقال : أودعها عندي طعمة ، وشهد له ناس من اليهود ، فقالت بنو ظفر : انطلقوا بنا إلى رسول الله ، فالتمسوا منه صلى الله عليه وسلم أن يجادل في صاحبهم ، وقالوا : إن لم تجادل عنه هلك وافتضح ، فهمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يميل ويفعل ما التمسوا مداهنة ومجادلة ، فجاء جبريل عليه السلام بهذه الآية ، فندم صلى الله عليه وسلم عما همَّ ، واستغفر ربه ، ورجع ، وتضرع . { وَلاَ تُجَادِلْ } يا من أرسل على الحق مع المحقين { عَنِ } جانب المبطلين { ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ } باقتراف الخياننة وانتسابها إلى الغير افتراء { إِنَّ ٱللَّهَ } المرسل لك على الحق { لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً } مقترفاً للخياننة { أَثِيماً } [ النساء : 107 ] مفترياً لغيره ؛ تنزيهاً لنفسه عند الناس ، استخفاء منهم . وهم من غاية عمههم وجهلهم { يَسْتَخْفُونَ } خيانتهم { مِنَ ٱلنَّاسِ } مع بعدهم عنهم { وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ } والرقيب عليهم أقرب من وريدهم { إِذْ يُبَيِّتُونَ } يلبسون ويزورون { مَا لاَ يَرْضَىٰ } الله { مِنَ ٱلْقَوْلِ } الكاذب ورمي البرئ وشهادة الزور ، والحلف الكاذب وغير ذلك { وَكَانَ ٱللَّهُ } المطلع بسرائرهم وضمائركم { بِمَا يَعْمَلُونَ } من أمثال هذه الأباطيل الزائفة { مُحِيطاً } [ النساء : 108 ] لا يعزب عن عمله شيء . { هَٰأَنْتُمْ } أيها المجادلون المبطلون { هَـٰؤُلاۤءِ } الخائنون المفترون { جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } فسترتم ما عرض بهم من الخيانة والعار في هذه الدار { فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ } المنتقم { عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ } ويستر زلتهم عنه فيها { أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } [ النساء : 109 ] بظاهرهم ، وينقذهم من عذاب الله وبطشه .