Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 110-113)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } بالجملة : { مَن يَعْمَلْ سُوۤءاً } معصية متعدية ليسوء به غيره رمياً وافتراء { أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ } بالخروج عن حدود الله بلا تعدية إلى الغير ، ثم بعدما تفطن بوخامة عاقبته { ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ } بالتوبة والندامة الناشئة عن محض الخلوص والتيقظ { يَجِدِ ٱللَّهَ } الموفق له على التوبة { غَفُوراً } يغفر ذنوبه { رَّحِيماً } [ النساء : 110 ] يقبل توبته تفضلاً وامتناناً . { وَمَن يَكْسِبْ } منكم { إِثْماً } موجباً للنكال والعذاب { فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } لا يتعدى وباله عنه { وَكَانَ ٱللَّهُ } المجازي لعباده { عَلِيماً } بما صدر عنهم { حَكِيماً } [ النساء : 111 ] فيما جرى عليهم . { وَمَن يَكْسِبْ } منكم { خَطِيۤئَةً } معصية صادرة عن خطأ لا عن قصد { أَوْ إِثْماً } صادراً عن قصد وعن اختيار { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ } منزهاً عند نزاهة نفسه { بَرِيئاً فَقَدِ ٱحْتَمَلَ } وتحمل الرامي { بُهْتَاناً } افتراء { وَإِثْماً مُّبِيناً } [ النساء : 112 ] في إسقاط العدالة واستجلاب العذاب . { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ } يا أكمل الرسل بإنزال الوحي { وَرَحْمَتُهُ } بإعلام ما هم عليه من رمي البريء { لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ } عن منهج الرشاد ومقتضى حكم الله وأمره { وَ } بعدما أدركك الوحي والإلهام { مَا يُضِلُّونَ } بتلبيسهم { إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } إذ عاد وباله ونكاله عليهم { وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ } أي : شيئاً من الضرر ؛ لأن الله يعصمك عما لبَّسوه عليك ، ويأخذهم { وَ } عليك أن تجتنب عن تلبيساتهم وتزوراتهم ، والإصغاء إلى أكاذيبهم ومفترياتهم ؛ إذ { أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ } من غاية لطفه { ٱلْكِتَابَ } المبين للوقائع والأحكام { وَٱلْحِكْمَةَ } المتقنة الكاشفة عن سرائرها { وَعَلَّمَكَ } من الحقائق والمعارف { مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } من قبل { وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ } بإعطاء هذه الفضائل { عَظِيماً } [ النساء : 113 ] إذ لا فضل أعظم منه .