Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 114-116)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وإذا كان شأنك عند الله هذا ، لا تبالك بهم وبمعاونتهم ومصاحبتهم ؛ إذ { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ } دعائهم ومناجاتهم في خلواتهم { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ } نفسه { بِصَدَقَةٍ } على الفقراء موجبة لرحمة الله له { أَوْ مَعْرُوفٍ } مستحسن عقلاً وشرعاً من الأخلاق الحميدة والخصائل المرضية { أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } على الوجه الأحسن الأوفق { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } كل واحد من ذلك { ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ } خالصاً لرضاه ، بل تخلل الرياء والسمعة ، وقصد الرئاسة والجاة بين الأنام { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ } من فضلنا وجودنا { أَجْراً عَظِيماً } [ النساء : 114 ] فوق ما يستحقه . { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ } ويخالفه { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ } ظهر { لَهُ ٱلْهُدَىٰ } جاء به الرسول لدلالة المعجزات الساطعة والبراهين القاطعة على صدقه { وَ } مع ظهور هذه الدلائل الواضحة { يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المتابعين لهم كابرة وعناداً { نُوَلِّهِ } على { مَا تَوَلَّىٰ } من الغي والضلال ، ونخل بينه وبينه في النشأة الأولى { وَ } في النشأة الأخرى { نُصْلِهِ } ندخله { جَهَنَّمَ } البعد والخلاذن { وَسَآءَتْ } جهنم { مَصِيراً } [ النساء : 115 ] منقلباً ومآباً لأهلها . أجرنا من النار يا مجير . ثم قال سبحانه ؛ تسلية للعصاة وترغيباً لهم إلى الإنابة والرجوع : { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع لسرائر عباده { لاَ يَغْفِرُ } ولا يعفو { أَن يُشْرَكَ بِهِ } شيئاً من مصنوعاته في استحقاق العبادة ، وإسناد الحوادث نحوه { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ } وإن استكرهه واستنكره وندم منه ، ولم يصر عليه { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } بنسبة الحوادث الكائنة إلى غيره { فَقَدْ ضَلَّ } عن جادة التوحيد { ضَلاَلاً بَعِيداً } [ النساء : 116 ] لا ترجى هدايته أصلا .