Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 124-126)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ } المأمورة كلها ، أو بعضها سواء كان { مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَ } الحال أنه { هُوَ مُؤْمِنٌ } بتوحيد الله وجميع كتبه ورسله { فَأُوْلَـٰئِكَ } الصالحون الأمناء { يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ } المعدة لأهل الإيمان والصلاح { وَلاَ يُظْلَمُونَ } ينقصون من جزاء ما عملوا { نَقِيراً } [ النساء : 124 ] مقدار نقر النواة ، بل يزدادون عليها ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله . { وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً } وأقوم سبيلاً { مِمَّنْ أَسْلَمَ } أي : أسلم { وَجْهَهُ } المفاض له من الله { لله } المفيض لوجوه الأشياء الموجودة { وَهُوَ } في حالة التسليم { مُحْسِنٌ } مع الله مستغرق بمطالعة جماله { واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ } التي هي أقوم الملل وأحسنها ؛ إذ هو { حَنِيفاً } مائلاً عن الأديان الباطلة ، والآراء الفاسدة مطلقاً { وَ } لذلك { ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } [ النساء : 125 ] كأنه تخلل فيه إلى حيث صار سمعه وبصره ويده ورجله على ما نطق به الحديث القدسي . ولا يظن أنه تخلل فيه على وجه الحلول والاتحاد ، بل على التوحيدج الصرف الخالي عن الكثرة مطلقاً ؛ إذ { وَللَّهِ } الواحد الأحد الصمد ، الذي { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [ الإخلاص : 3 - 4 ] جميع { مَا } ظهر { فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } أي : العلويات { وَمَا } ظهر { فِي ٱلأَرْضِ } أي : السفليات ؛ إذ كل ما ظهر وما بطن فمنه بدأ وإلأيه يعود { وَكَانَ ٱللَّهُ } االمتجلي في الآفاق والأنفس { بِكُلِّ شَيْءٍ } من مظاهره { مُّحِيطاً } [ النساء : 126 ] لا كإحاطة الظرفية بمظروفه ، بل كإحاطة الشمس بالأضواء والأضلال ، وإحاطة الروح بالجسم . أذقنا بلطفك حلاوة توحيدك .