Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 129-131)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } إن كنتم ذوي أزواج فوق واحدة { لَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ } وتعاشروا بالقسط إلى ألاَّ يقع التفاوت والتفاضل { بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ } أصلاً { وَلَوْ حَرَصْتُمْ } بالغتم في رعاية العدل ؛ إذ الميل الطبيعي يأبى عن إقامة العدل ، لذلك قيل : لا وجود للاعتدال الحقيقي سيما في أمثاله { فَلاَ تَمِيلُواْ } أي : فعليكم ألاَّ تميلوا ، وتجانبوا عما تميلوا عنه { كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا } إلى حيث تتركوها { كَٱلْمُعَلَّقَةِ } لا أيماً ولا ذات بعل { وَإِن تُصْلِحُواْ } بعدما أفسدتم { وَتَتَّقُواْ } عن غضب الله في إضاعة حقها { فَإِنَّ ٱللَّهَ } المطلع لجميع ما صدر ويصدر عنكم { كَانَ غَفُوراً } لكم بعد ما تبتم ورجعتم عما صدر عنكم { رَّحِيماً } [ النساء : 129 ] لكم يقبل توبتكم إن أخلصتم فيها . { وَإِن } يتنازعون حتى { يَتَفَرَّقَا } وارتفع النكاح بينهما { يُغْنِ ٱللَّهُ } بفضله { كُلاًّ } منهما عن الآخر { مِّن سَعَتِهِ } أي : من سعة رحمته وبسطة رزقه وفسحة مملكته { وَكَانَ ٱللَّهُ } المتفضل لعباده { وَاسِعاً } لهم في عطائه { حَكِيماً } [ النساء : 130 ] في إعطاء ما ينبغي . { وَ } كيف لا يكون واسع العطاء ؛ إذ { للَّهِ } المنعك المفضل جميع { مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } وما بينهما ملكاً وخلقاً ، وتدبيراً وتصرفاً ، وأيجاداً وإعداماً ، وإبقاءً وإفناءً ، وإذا كان الأمر على هذا فعليكم أن تتقوا من الله في السراء والضراء والخصب الرخاء { وَ } اعلموا أنا { لَقَدْ وَصَّيْنَا } من قمام فضلنا وجودنا { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ } أي : اليهود والنصارى ، وجميع من أنزل إليهم الكتاب في كتبهم { وَإِيَّاكُمْ } أيضاً في كتابكم هذا { أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } المالك لأزمة الأمور بالاستحقاق ، وأطيعوا أمره وتوجهوا نحوه ، ولا تكفروا به { وَإِن تَكْفُرُواْ } وتعرضوا عن غاية جهلكم وعنادكم عما فرض عليكم أصلاً إصلاحاً لحالكم ، فاعلموا أن الله الغني بذاته لا يبالي بكفركم وإيمانكم { فَإِنَّ للَّهِ } رجوع { مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } إرادة وطوعاً { وَ } مع ذلك { كَانَ ٱللَّهُ غَنِيّاً } مستغنياً في ذاته وصفاته عن العالمين ، وعن كفرهم وإيمانهم { حَمِيداً } [ النساء : 131 ] في نفسه حمد أو لم يحمد ، وكيف لا يكون سبحانه غنيّاً في ذاته حميداً في نفسه ؛ إذ ليس في الوجود غيره ولا شيء سواه ليحمده ؟ ! .