Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 141-143)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكيف لا يجمع المنافقون مع الكافرين ، وهم { ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ } أي : ينتظرون لمقتكم وهلاككم أيه المؤمنون المخلصون { فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ } وغنيمة { مِّنَ } نصر { ٱللَّهِ } عليكم { قَالُوۤاْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ } وفي عسكركم ، لِمَ لَمْ يسهموا علينا ، ولم يستخرجوا حقنا من الغنيمة ؟ { نَصِيبٌ } المقاتلين { قَالُوۤاْ } حظٌّ من الاستيلاء والغلبة { وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ } للكفرة إظهاراً للمؤاخاة والمظاهرة : { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ } ولم نستعن { عَلَيْكُمْ } بالتكاسل والتواني وعدم الإعانة والمظاهرة عليهم ، وإلقاء الرعب في قلوبهم { وَنَمْنَعْكُمْ } بهذه الحيل { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ؟ فعليكم أن تشركونا فيما أصبتم منهم ؛ إذ كانا متسببين لهم ، لا تبالوا أيها المؤمنون بإيمان هؤلاء المنافقين وادعاء وفاقهم ، ولا ينافقهم وشقاقهم { فَٱللَّهُ } المطلع لضمائرهم { يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } المعد للفصل والانتقام { وَ } ان احتجوا عليكم ، وادعوا الإيمان ؛ تلبيساً في هذه النشأة { لَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ } المولي لأمور عباده { لِلْكَافِرِينَ } المنافقين الملبسين { عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } الموقنين ، المخلصين { سَبِيلاً } [ النساء : 141 ] حجةً دليلاً في النشأة الأخرى ؛ إذ فيها تُبلى السرائر ، وتُكشف الضمائر ، وتُجزى كل نفس بما تسمى . ثم قال سبحانه : { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } المصرين على النفاق ، يتخيلون أنهم { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } ويلبسون عليه ، كخديعهم وتلبيسهم على المؤمنين { وَ } الحال أنه { هُوَ خَادِعُهُمْ } وماكرهم باقتدارهم على هذا الخداع ؛ إذ يترتب عليه من الجزاء ما لو علموا لهلكوا { وَ } من جملة نفاقهم وشقاقهم أنهم { إِذَا قَامُوۤاْ إِلَى } أداء { ٱلصَّلاَةِ } مع المؤمنين { قَامُواْ كُسَالَىٰ } مبطئين ، متكاسلين ، وليس غرضهم منها سوى أنهم { يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } حتى يظنوا أنهم مؤمنون ، مخلصون { وَ } مع ذلك { لاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ } في الصلاة { إِلاَّ قَلِيلاً } النساء : 142 ] منهم ، أخلصوا في نفسه ، ولم يظهروا لخوفهم ، والحاصل أن أهل النفاق ليسوا من الكافرين عند الكافرين ، وأيضاً ليسوا من المؤمنين عند المؤمنين . بل { مُّذَبْذَبِينَ } مردّدين { بَيْنَ ذٰلِكَ } بحيث { لاَ } ينسبون { إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ } المؤمنين { وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ } الكافرين ، هم في أنفسهم ضالين ، وعند الله مردودين { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } ويحليه على الضلال { فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } [ النساء : 143 ] إلى الهداية أصلاً . اهدنا بلطفك إلى الصراط المستقيم .