Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 25-26)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً } اقتداراً وغنى { أَن يَنكِحَ } به { ٱلْمُحْصَنَٰتِ } المتعففات الحرائر { ٱلْمُؤْمِنَٰتِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُم } أي : فعليكم أن تنكحوا { مِّن فَتَيَٰتِكُمُ } أي : إمائكم { ٱلْمُؤْمِنَٰتِ } المقرات بكلمتي الشهادة ظاهراً { وَٱللَّهُ } المطلع بضمائر عباده { أَعْلَمُ بِإِيمَٰنِكُمْ } وإيمانهن وكفرهن وكلكم في أنفسكم أمثال أكفاء ؛ إذ { بَعْضُكُمْ } يا بني آدم قد حصل { مِّن بَعْضٍ } والتفاضل بينكم إنما هو في علم الله ، وإن اضطررتم إلى نكاح الإماء { فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ } أربابهن { وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } أي : أعطوهن أجور مهورهن المسماة لهن بإذن أهلهن { بِٱلْمَعْرُوفِ } إعطاء مستحسناً عقلاً وشرعاً بلا مطلٍ وتسويفٍ واضطرارٍ وتنقيصٍ حال كونهن { مُحْصَنَٰتٍ } عفائف { غَيْرَ مُسَٰفِحَٰتٍ } زانياتٍ مجاهراتٍ غير حاجزاتٍ { وَلاَ مُتَّخِذَٰتِ أَخْدَانٍ } وأخلانٍ . { فَإِذَآ أُحْصِنَّ } وأنكحن بعد وجود الشرائط المذكورة المستحسنة عند الله وعند المؤمنين { فَإِنْ أَتَيْنَ } بعدما أحصن { بِفَٰحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَٰتِ } الحرائر { مِنَ ٱلْعَذَابِ } أي : الذي حد الله لهن في كتابه سوى الرجم ؛ إذ لا يجري التنصيف فيه لذلك لم يشرع في حد الرقيق { ذَلِكَ } أي : نكاح الإماء إنما يرخص { لِمَنْ خَشِيَ ٱلْعَنَتَ مِنْكُمْ } أي : الوقوع في الزنا أيها المؤمنون المجتنبون عن المحرمات { وَأَن تَصْبِرُواْ } أيها الفاقدون المؤمنون لوجه المعاش وترتاضوا نفوسكم بتقليل الأغذية المستمنية المثيرة للقوة الشهوية الموقعة للمهالك ، وتدفعوا أمارة إثارتكم بالقاطع العقلي والواضح الشرعي ، وتترنوا على عفة العزومة ، وتسكنوا نار الطبيعة بقطع النطر والاتقاء عن المخاطر فهو { خَيْرٌ لَّكُمْ } من نكاح الإماء بل من نكاح أكثر الحرائر أيضاً سيما في هذا الزمن { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { غَفُورٌ } لذنوب من صبر ولم ينكح لقلة معاشهم { رَّحِيمٌ } [ النساء : 25 ] له بحفظه عن الفرطات والعثرات في أمر المعاش . عصمنا الله من المهالك المتعلقة بالمعاش بفضله وطوله . إنما { يُرِيدُ ٱللَّهُ } بتعيين المحرمات وبتبيين المحللات { لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } أيها المؤمنون طريق الرشد والغي والهداية والضلالة { وَيَهْدِيَكُمْ } أي : يشرشدكم ويوصلكم { سُنَنَ ٱلَّذِينَ } مضوا { مِن قَبْلِكُمْ } من أرباب الولاء والمكاشفات بسر التوحيد { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } يرجعكم عن ميل المزخرفات الدنية الدنيوية ؛ ليصولكم إلى المراتب العلية الأخروية { وَٱللَّهُ } الهادي لعباده إلى توحيده { عَلِيمٌ } بمصالحهم الموصلة إليه { حَكِيمٌ } [ النساء : 26 ] في إلقائها إليهم في ضمن العظة والعبر والقصص والتواريخ والرموز والإشارات ليرتاضوا بها نفوسهم حتى تستعد قلوبهم لنزول سلطان التوحيد المفني للغير والسوى مطلقاً .