Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 62-64)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَكَيْفَ } لا يكونون منافقين إنهم { إِذَآ أَصَٰبَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من نفاقهم مع المؤمنين وتحاكمهم إلى الطاغوت ، وعدم الرضا بحكمك وقضائك { ثُمَّ } بعدما أصابوا { جَآءُوكَ } معتذرين لك { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنْ أَرَدْنَآ } أي : ما قصدنا { إِلاَّ إِحْسَٰناً } طلباً للخير من الله لإخواننا المؤمنين { وَتَوْفِيقاً } [ النساء : 62 ] بينهم . عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن منافقاً نازع يهودياً ، فدعاه اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافق إلى كعب بن الأشرف ، ثم بعد النزاع والجدال احتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحكم لليهودي فلم يرضى المنافق بقضائه ، فقال : نتحاكم إلى عمر رضي الله عنه ، فحضروا عنده فقال اليهودي لعمر رضي الله عنه : قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرض ، فخاصم إليك ، فقال عمر للمنافق : أهكذا ، قال : نعم ، فقال : مكانكما حتى أخرج ، فدخل بيته ، وأخذ سيفه ، فخرج فضرب به عنق المنافق ، فقال : هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله ، فنزل جبريل وقال : إن عمر رضي الله عنه قد فرق بين الحق والباطل ، فسمي الفاروق . { أُولَـٰئِكَ } المنهمكون في الغي والضلال هم { ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } من النفاق والشقاق ، فلا يغني عنهم حلفهم الكاذب شيئاً من عذاب الله { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } وعن حلفهم عن المؤمنين { وَعِظْهُمْ } في الخلوات على مقتضى شقاق مرتبة النبوة والرسالة { وَقُل لَّهُمْ } حين كانوا مفترقين متفردين { فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } عن المؤمنين { قَوْلاً بَلِيغاً } [ النساء : 63 ] ليؤثر فيهم ويحرك فطرتهم الأصلية التي فطروا عليها ؛ رجاء أن يتفطنوا بالتوحيد وينتبهوا بحقيته بتوفيق الله وجذب من جانبه . { وَ } لا تستبعد يا أكمل الرسل مثال هذا التوفيق منا ؛ إذ { مَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ } إلى أمة من الأممم الماضية { إِلاَّ لِيُطَاعَ } ويؤمن به ويمتثل بأمره إلا { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } وتعلق إرادته بإطاعتهم له وإيمانهم به { وَلَوْ أَنَّهُمْ } من غاية جهلهم ونفاقهم { إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بالخروج عن إطاعتك وانقيادك عنا { جَآءُوكَ } تائبين معتذرين مما صدر عنهم { فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ } مخلصين نادمين { وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ } أيضاً بالاستشفاع والاستدعاء من الله بالقبول بعدما جاءوا معتذرين { لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ } وصادقوه مفضلاً كريماً { تَوَّاباً } يثل توبتهم { رَّحِيماً } [ النساء : 64 ] لهم يوفقهم عليها .