Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 65-68)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلاَ وَرَبِّكَ } أي : فوربك وعظم شأنه وسطوع برهانه { لاَ يُؤْمِنُونَ } بالله وبكتبه ورسله { حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ } أيها لمبعوث لكل { فِيمَا شَجَرَ } وحدث { بَيْنَهُمْ } من الوقائع التي اختلفوا فيها { ثُمَّ } بعدما حكموك { لاَ يَجِدُواْ } حين راجعوا وجدانهم { فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً } ضيقاً واضطراباً وشكاً { مِّمَّا قَضَيْتَ } حكمت به { وَيُسَلِّمُواْ } حكمك وقضاءك { تَسْلِيماً } [ النساء : 65 ] ناشئاً عن محض الإطاعة والانقياد ، ظاهراً وباطناً ؛ إذ طاعتك عين إطاعتنا وانقيادنا . { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا } فرضنا وأمرنا { عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ } في سبيلنا { أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ } المألوفة التي هي بقعة الإمكان { مَّا فَعَلُوهُ } أي : المأمور به { إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ } وهم المخلصون المبادرون إلى الفناء في الله ؛ ليفوزوا بشرف بقائه { وَلَوْ أَنَّهُمْ } من غاية تشوقهم وتعطشهم بمرتبة الفناء فيه { فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } في أولادهم وأخراهم { وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } [ النساء : 66 ] لقدمهم في طريق التوحيد والعرفان . { وَإِذاً } أي : حين ثبتوا على طريق التوحيد أشد تثبيت { لأَتَيْنَٰهُم مِّن لَّدُنَّـآ } بلا صنع منهم { أَجْراً عَظِيماً } [ النساء : 67 ] هو الفوز بمرتبة الكشف والشهود . { وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } [ النساء : 68 ] يوصلهم إلينا بلا اعوجاج ولا انحراف . اهدنا بلطفك صراطاً مستقيماً يوصلنا إلى ذروة توحيدك .