Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 69-73)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } واعلموا أيها المؤمنون { مَن يُطِعِ ٱللَّهَ } حق إطاعته { وَ } حق إطاعته أن يطيعوا { ٱلرَّسُولَ } المستخلف منه { فَأُوْلَـٰئِكَ } المطيعون لله ولرسوله مصاحبون { مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ } الذين يجمعون بين مرتبتي الكمال والتكميل ، الفائزون بمقام الكشف والشهود ، لا يرون غير الله في الوجود ، ولذلك يدبرون الظاهر والباطن { وَٱلصِّدِّيقِينَ } وهم الذين يصلون إلى مقام المشاهدة ، ويتحيرون بمطالعة وجه الله الكريم إلى حيث لا يلتفتون إلى الكمال والتكميل ، بل يهيمون ويستغرقون { وَٱلشُّهَدَآءِ } وهم الذين يرفعون مزاحمة هويتهم عن البين مطلقاً { وَٱلصَّالِحِينَ } وهم الذين يستعدون نفوسهم لنقصان المراتب السابقة ، ويترصدون لها إيماناً واحتساباً { وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ } المقربون المجتهدون في طريق التوحيد مقدورهم { رَفِيقاً } [ النساء : 69 ] شفيقاً للساكنين المتوجهين نحوه . { ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ } والهداية والرفاقة مع هؤلاء العظماء وللإنعام تفضلاً { مِنَ ٱللَّهِ } وامتناناً منه لا صنع للعبد فيه ، ولا علم لأحد في كيفيته وكيمته { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً } [ النساء : 70 ] في مقدوراته وهوهوبته . هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب . ومن أجلّ أسباب المرافقة مع هؤلاء المقربين : الجهاد ؛ لذلك أمرهم سبحانه بتهيئة أسبابه ليتهيئوا له ، فقال منادياً اهتماماً لشأنه : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } مقتضى إيمانكم ترويج دينكم ، ونصرة نبيكم { خُذُواْ حِذْرَكُمْ } أي : عدتكم التي بها تحذرون عن العدو واستعدوا للقتال ، وبعدما تم استعدادكم { فَٱنفِرُواْ } اخرجوا قبل العدو { ثُبَاتٍ } فرقة بعد فرقة { أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً } [ النساء : 71 ] مجتمعين مختلطين ؛ لأنه أدخل في المهابة . { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } أي : وإن أناساً منكم والله ليتكاسلن ، ويتثاقلن لنفاقهم ومرض قلوبهم { فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } قتل وهزيمة { قَالَ } المنافق المتكاسل { قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ } بسبب هذا البطء والتأخير { إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } النساء : 72 ] حاضراً فيصيبني ما أصابهم . { وَلَئِنْ أَصَٰبَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله لَيَقُولَنَّ } متمنياً من فرط تحسره وتحسده بكم { كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } أي : كتحسر الأعداء للأعداء : { يٰلَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } [ النساء : 73 ] مثل ما فازوا . وإن أبطأ المنافقون في أمر القتال ، وتكاسلوا نفاقاً .