Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 83-85)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } من ضعفه المسلمين قوم { إِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ } موجبات { ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ } أي : فشوه ونشروه سواء كان واقعاً أما أراجيف ، ولحق للمسلمين بسبب تلك الإذاعة والأشاعة ما لايليق بهم { وَلَوْ } أنهم حين سمعوا الخبر { رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ } أصحاب الرأي والتدبير { مِنْهُمْ } ليتأملوا فيه ويتبصروا { لَعَلِمَهُ } واستخرجه البتة المجتهدون { ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ } وأمثاله { مِنْهُمْ } وجهاً موجباً للإفشاء أو الإسرار ، ولا تغتروا أيها المؤمنون بعقولكم ، ولا تستبدوا برأيكم { وَ } اعلموا أنه { لَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } بإرسال الرسول فيكم ، وإنزال الكتب علكيم { وَرَحْمَتُهُ } الشاملة بكم بتوفيقكم على الإيمان ، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم { لاَتَّبَعْتُمُ } بأجمعكم { ٱلشَّيْطَانَ } المضل عن طريق الحق { إِلاَّ قَلِيلاً } [ النساء : 83 ] منكم ، وهم الذين استثناهم الله سبحانه في سابق عمله تفضلاً عليهم وامتناناً ، وإن انصرفوا عنك بالمرة وانتشروا من حولك . { فَقَاتِلْ } بنفسك يا أكمل الرسل { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } إذ { لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } ولا تحمل أعباء الرسالة إلا عليك ، فعليك أن تشعر ذيلك لأمر الجهاد ، لا تبال بإعانتهم وانتصارهم ، ولا بتقاعدهم وانتشارهم ، فإن الله ناصرك ومعينك لا الجنود { وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي : رغبهم على القتال ؛ إذ ما عليك في شأنهم إلا الترغيب والتبليغ سواء قبلوا أو لم يقبلوا ، ولا تخف من كثرة المشركين وعظم شركهم { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ } أي : يمحو عن قبلك { بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني : قريشاً { وَٱللَّهُ } المنتقم المقتدر بالقوة التامة الكاملة { أَشَدُّ بَأْساً } مهابة { وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } [ النساء : 84 ] تعذيباً من هؤلاء الغواة الطغاة ، يكفيك مؤونة شرورهم عن قريب ، وقد كفاه بأن ألقى في قلوبهم الرعب ، فرجعوا خائبين خاسرين . { مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً } يراعي بها حق الله وحقوق عباده ، ويرغبهم بها على الخير ، ويبعدهم عن الشر ، خالصاً لرضا الله بلا تغرير لنفسه وجلب نفع لها ، أو دفع ضر عنها { يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا } من ثواب الشفاعة التي تسبب لها ، والدعاء الخير للأخ المسلم من هذا القبيل ، قال عليه السلام : " من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له ، وقال الملك : ولك مثل ذلك " { وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً } يحمل بها إلى ارتكاب محرم ، أو يوقعهم في فتنة وبلية { يَكُنْ لَّهُ } أيضاً { كِفْلٌ } نصيب { مِّنْهَا } من أوزارها وآثامها المترتبة عليها مثل فاعلها بل أزيد { وَكَانَ ٱللَّهُ } المجازي لعباه { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الحسنة والسيئة { مُّقِيتاً } [ النساء : 85 ] مقتدراً على جزاء كل منهما فضلاً وعدلاً .